responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معالم تاريخ الشرق الأدني القديم المؤلف : محمد أبو المحاسن عصفور    الجزء : 1  صفحة : 408
المعادن، وحينما منعت إيران تلك الموارد عن أشور اضطرت هذه إلى اتباع سياسة الاعتداء عليها؛ ولكن ملوكها لم ينجحوا دائمًا في إخضاع تلك الجهات، وإذا ما نجحوا فإن إدارتهم لها لم تكن فعالة، وكانت هذه الاعتداءات المتكررة سببًا في تغيير بعض الأساليب الحربية, وأصبح الخيالة أهم سلاح في الجيش حيث حلوا محل العربات.

الميديون:
نجد في حوليات شلمناصر الثالث أول ذكر للإيرانيين؛ ففي سنة 844 ق. م. عرف الأشوريون الفرس وفي سنة 836 ق. م. عرفوا الميديين، وكان الفرس في غرب وجنوب غربي بحيرة أورميا، أما الميديون فكانوا في الجنوب الشرقي إلى جوار همدان، ومن المرجح أن هذه الأسماء لا تدل على اختلافات جنسية؛ وإنما تدل على أسماء القبائل التي عاشت في تلك المناطق، ويذكر الملك الأشوري "شمشي أدد الخامس" أنه هزم زعيمًا إيرانيًّا شمال بحيرة أورميا سنة 823 ق. م.
ويبدو أن الفرس لم يستقروا في الشمال الغربي من إيران طويلًا إما نتيجة للغزوات الأشورية وإما نتيجة لضغط مملكة أرارات أو بعض القبائل الأخرى، وعلى ذلك اتجهوا في القرن الثامن نحو الجنوب الشرقي واستقروا في نهاية هذا الجزء من إيران غرب جبال بختياري في منطقة عرفت باسم "بارسوماش", ولما كانت المملكة الأشورية قد أخذت في الضعف منذ نهاية القرن التاسع فإن مملكة أرارات قد انتهزت الفرصة ووسعت أملاكها وفرضت سلطانها على الفرس، واستمر النضال بين أرارات وأشور إلى أن اعتلى عرش أشور "تجلات بلاسر الثالث" الذي انتصر على ملك أرارات وتوغل داخل مملكته وحاصر العاصمة نفسها؛ ولكنه لم يستطع الاستيلاء عليها, وقد قام بعدة حملات على الأمراء الإيرانيين والميديين وأخضع مدنهم ونظم إدارتها، ثم حاول ملك

اسم الکتاب : معالم تاريخ الشرق الأدني القديم المؤلف : محمد أبو المحاسن عصفور    الجزء : 1  صفحة : 408
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست