اسم الکتاب : معالم تاريخ الشرق الأدني القديم المؤلف : محمد أبو المحاسن عصفور الجزء : 1 صفحة : 369
وقد حاول خلفاء سامسو إيلونا إعادة خضوع هذه البلاد لسلطانهم دون جدوى؛ فظلت دولة أرض البحر قائمة تتبادل النصر والهزيمة مع بابل التي قنع ملوكها في النهاية بتحصين بعض مدنهم والتفرغ للأعمال العمرانية والدينية.
وبعد أن قضى الحيثيون على مملكة بابل الأولى وجد الكاشيون الذين كانوا يستوطنون في أقدم عصورهم منطقة لورستان[1] الفرصة سانحة لإخضاع بابل لسلطانهم وخاصة بعد انسحاب الحيثيين المفاجئ منها، وأصبح ملوكهم يتربعون على عرشها بعد أن احتلوها. وفي حوالي سنة 1500 ق. م. "أي بعد نحو 80 سنة من الغزوة الحيثية" استطاع ملكهم "أولام - بورياش" أن يهزم ملك أرض البحر "إيا جميل"؛ فقضى على مملكة بابل الثانية, وأعاد خضوع بلاد سومر بأكملها لسلطان بابل من جديد. [1] في الجزء الأوسط من سلسلة جبال زاجررس.
مملكة بابل الثالثة "الدولة الكاشية":
في نفس الوقت الذي سقطت فيه أسرة بابل الأولى تقريبًا, أخذت جموع متتالية من رجال القبائل الجبلية الواقعة في شرق نهر دجلة تهبط إلى السهول لمهاجمة بلاد بابل، وقد استطاعت "بعد انسحاب الحيثيين" أن تكون دولة قوية عرفت باسم الدولة الكاشية "kassites" أو دولة بابل الثالثة ومع أن حكمها يعد أطول احتلال شهدته أي دولة قديمة؛ إذ استمر نحوًا من 430 سنة "1595-1162 ق. م." إلا أن معلوماتنا عنه قليلة نظرًا لضآلة الوثائق التاريخية عنه.
ويتميز عصر هذه الدولة بحدوث الكثير من الغزوات والقلاقل في منطقة الشرق الأدنى القديم، وقد كثرت السلطات المتنازعة على السيادة الدولية
اسم الکتاب : معالم تاريخ الشرق الأدني القديم المؤلف : محمد أبو المحاسن عصفور الجزء : 1 صفحة : 369