اسم الکتاب : معالم تاريخ الشرق الأدني القديم المؤلف : محمد أبو المحاسن عصفور الجزء : 1 صفحة : 368
في توقيع العقوبات على كل من يخرج على العرف أو يقترف ما يتنافى مع مبادئ الأخلاق, كما أنه تعرض لمشاكل الوراثة والتبني وغيرهما، وفي معظم أحكام هذا القانون نجد اتجاهًا للأخذ بمبدأ "العين بالعين والسن بالسن" أو "المعاملة بالمثل" الشائع بين الشعوب السامية.
وقد حكم حمورابي نحو ثلاثة وأربعين عامًا تمثل أزهى عصور العراق؛ ولكن خلفاءه لم يتمكنوا من الدفاع عن دولتهم المترامية الأطراف حيث أخذت الثورات تشتعل في أكثر من مكان، ورغم أن ولده "سامسو إبلونا" قام بجهود متواصلة لإخماد هذه الثورات فإن جهوده ذهبت عبثًا؛ حيث أخذت أجزاء من الإمبراطورية التي كونها والده في الانفصال وأعلنت استقلالها, ودب الضعف في كيان ما تبقى من الدولة حتى تمكن الحيثيون في نهاية عهد الأسرة البابلية من القضاء نهائيا على دولتهم, بعد أن حكم فيها 11 ملكًا نحو 215 سنة.
مملكة بابل الثانية "دولة أرض البحر":
أشرنا فيما سبق إلى أن "سامسو - إيلونا" قام بجهود متواصلة للإبقاء على الإمبراطورية التي تركها والده، وأن هذه الجهود ذهبت هباء حيث فقدت الإمبراطورية مساحة كبيرة من أراضيها. ومع أن الثورة التي قام بها أحد الثائرين[1] في الأجزاء المتاخمة لعيلام أخمدت وقتل القائم بها بعد عامين من نشوبها؛ فإن "إيلومو إيلو" الذي يحتمل أنه كان من سلالة "دامق - إبلوشو" آخر ملوك أيسين قد أعلن استقلاله في سومر وأصبح سيدًا على البلاد الواقعة في جنوب نيبور جميعها, وأسس ما يعرف باسم مملكة بابل الثانية أو "دولة أرض البحر" ونتج عن ذلك تدمير وتخريب عدد من المدن السومرية -ومن بينها أور- في الحروب الطويلة الطاحنة؛ حيث كانت مسرحًا لعمليات الفريقين المتنازعين [1] كان يدعى "ريم - سين" مثل آخر ملوك لارسا.
اسم الکتاب : معالم تاريخ الشرق الأدني القديم المؤلف : محمد أبو المحاسن عصفور الجزء : 1 صفحة : 368