responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معالم تاريخ الشرق الأدني القديم المؤلف : محمد أبو المحاسن عصفور    الجزء : 1  صفحة : 320
بهذه مملكة "قرقيمش" أي أن هاتين المدينتين كونتا مملكتين حيثيتين عند معبر الفرات.
وقد انسحبت الجيوش الأشورية على أي حال ومضت عدة سنوات قبل أن يصل أي ملك أشوري آخر إلى غرب الفرات أو أن يعبره، وفي خلال فترة الضعف الأشوري هذه جاء الآراميون البدو من الشرق وأسسوا بدورهم ممالك في سورية كانت أولها وأقواها دمشق[1] التي تقع جنوب خط الغزو الحيثي، ولا بد أن الآراميين قد اصطدموا في الشمال مع الإمارات الحيثية الحديثة العهد وهزموا الحيثيين في أماكن متعددة وحل محلهم الآراميون؛ حيث كونوا أسرات حاكمة في عواصم الممالك الحيثية التي استولوا عليها ونقشوا نقوشهم بالكتابة الفينيقية أو بلغتهم الآرامية؛ بينما ظلت الأسر الحيثية الباقية تحافظ على كيانها واستمرت في تدوين نقوشها بالهيروغليفية الحيثية.
ولا نعرف شيئًا عن تاريخ قيليقيا في هذه الفترة؛ لأن نقوش "كاراتيب" لم يمكن تفسيرها بصفة مؤكدة حتى الآن؛ ولكن يستدل من النقوش التي تركها والي "أضنة" أن أضنة كانت العاصمة ولم يكن حاكمها هو الملك؛ بل كان واليًا من قِبَل الملك، وربما كان "الدانيونا" الذين ذكرتهم النصوص المصرية بين شعوب البحر هم سكان هذه البلاد، كما يحتمل أنهم كانوا من جنس يغاير الشعوب المجاورة لهم، وقد عرف الآشوريون قيليقيا منذ عهد شلمناصر الثالث ولكنهم كانوا يطلقون عليها اسم "قوا" ولا يعرف تفسير لهذا الاسم حتى الآن.
وتمتعت الممالك الحيثية الحديثة وجيرانها الآراميون بشيء من الاستقرار والازدهار لمدة يسيرة, وانتشرت الثقافة الحيثية جنوبًا إلى فلسطين, وخدم الجنود المرتزقة الحيثيون في الجيوش اليهودية, وأدخل سليمان الحيثيات في حريمه.

[1] انظر أعلاه ص282.
اسم الکتاب : معالم تاريخ الشرق الأدني القديم المؤلف : محمد أبو المحاسن عصفور    الجزء : 1  صفحة : 320
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست