اسم الکتاب : معالم تاريخ الشرق الأدني القديم المؤلف : محمد أبو المحاسن عصفور الجزء : 1 صفحة : 318
مع البابليين وأنه نقل بسبب ذلك إلى البحر، وربما كان المقصود أنه نقل إلى قبرص أو إلى قطر أجنبي بحري, ولم يقف نشاطه عند هذا الحد؛ بل إنه اتصل بملك مصر، ومن المحتمل أنه كان يسعى للحصول على مساعدة دولة أجنبية لاسترداد عرشه؛ ولكنه باء بالفشل، وقد اخترع حاتوسيليس قصة مؤداها أنه طرد الملك الشرعي واستأثر بالعرش نظرًا لما لقيه من استفزاز شديد وبناء على أمر من الإلهة "آشتار" إلهة "ساموحا".
وقد توفي حاتوسيليس بعد فترة قصيرة من زواج ابنته من ملك مصر وتولى من بعده ابنه "تود هالياس الرابع" الذي وجه اهتمامه نحو الشئون الدينية، ويمثل الجزء الأول من حكمه عصر سلام وإن كانت بعض الحملات الناجحة في غرب المملكة قد مكنت الحيثيين من ضم إقليم أسووا إلى مملكتهم؛ ولكن لم تلبث أن ساءت الحالة هناك قبل نهاية حكمه، ومع أن الملك كان في حالة من القوة تسمح له بالقضاء على أي عدوان على أجزاء من مملكته؛ إلا أن أيام الإمبراطورية الحيثية أصبحت معدودة؛ ففي عهد الملك التالي وهو "أرنووانداس الثالث" تدهورت الحالة في غرب هضبة الأناضول وحدثت تحركات ضخمة من شعوب هذه المناطق حيث تقدمت واجتاحت الأقاليم الواقعة في شرق البحر الأبيض المتوسط, واضطرت الحيثيين وشعوب هذه الجهات إلى سورية، ثم اتحدت بعد ذلك مع شعوب البحر في هجوم كبير كان من نتائجه استقرار الفلسطينيين على ساحل فلسطين وحل الفريجيون محل الحيثيين كقوة حاكمة, وأصبح خطر هذه الشعوب يهدد مصر لولا أن "رعمسيس الثالث" نجح في الانتصار عليهم برًّا وبحرًا وأبعد خطرهم.
الممالك الحيثية الجديدة:
استمر الأثر الثقافي للحيثيين في الأجزاء الجنوبية الشرقية من إمبراطوريتهم
اسم الکتاب : معالم تاريخ الشرق الأدني القديم المؤلف : محمد أبو المحاسن عصفور الجزء : 1 صفحة : 318