اسم الکتاب : معالم تاريخ الشرق الأدني القديم المؤلف : محمد أبو المحاسن عصفور الجزء : 1 صفحة : 148
عصر الاضمحلال الثاني مدخل
...
4- عصر الاضمحلال الثاني:
سبق أن أشرنا إلى احتمال حدوث بعض الاضطرابات الداخلية أو المنازعات بين أفراد البيت المالك في نهاية عهد الأسرة الثانية عشرة, ويبدو أن هذه الحالة ظلت سيئة بعد ذلك ولم يكن الملوك من القوة؛ بحيث يستطيعون القضاء على أعدائهم والتفرغ للنهوض بالبلاد؛ إذ عثر على كثير من الدمى والأواني كتبت عليها أسماء بعض الذين يريد الملك أن يقضي عليهم بواسطة السحر "شكل 27". ومما تجدر ملاحظته أن هذه الأسماء تضمنت أسماء لأمراء ساميين ونوبيين إلى جانب أسماء الأمراء المصريين؛ مما يدل على أن أعداء الملك الذين لم يكن ليستطيع القضاء عليهم بالقوة كانوا ينتمون إلى طوائف مختلفة، ومما لا شك فيه أن الحالة كانت سيئة بالنسبة لهؤلاء الملوك في داخل وخارج البلاد على السواء[1]. [1] Posener. "Princes et Pays d.htm' Asie et de Nubie", "Bruxelles 1940".
الأسرة الثالثة عشرة:
ربما كانت هذه الأسرة تمتُّ إلى الأسرة الثانية عشرة بصلة، وقد حكمت فترة لا تزيد كثيرًا على خمس وخمسين سنة، ولم نعثر على آثار لبعض ملوكها؛ ولكننا عرفنا أسماء الكثيرين من هؤلاء من بردية تورين، ومما ذكره مانيثون؛ إلا أن هذين المصدرين فيما يبدو لم تكن لهما دراية كافية عن هذا العصر.
ومن المحتمل أن ملوك هذه الأسرة كانوا يحكمون في منف, وقد ترك بعضهم آثارًا في مناطق أخرى بل وامتد نفوذهم إلى بلاد النوبة, ووجدت آثار لهم في خارج حدود المملكة منها بعض جهات لبنان؛ إلا أن غالبية ملوك هذه الأسرة كانوا ضعافًا، ومما يؤيد ذلك أن بردية من هذا العهد تبين
اسم الکتاب : معالم تاريخ الشرق الأدني القديم المؤلف : محمد أبو المحاسن عصفور الجزء : 1 صفحة : 148