اسم الکتاب : معالم تاريخ الشرق الأدني القديم المؤلف : محمد أبو المحاسن عصفور الجزء : 1 صفحة : 127
حاكم كل إقليم هو صاحب السلطان المطلق فيه وله جيشه الخاص وكذلك أسطوله أحيانًا، وكثيرًا ما كانوا يستعينون بالمرتزقة وخاصة من النوبيين, وتتمثل في نقوش مقابرهم مظاهر الترف والبذخ التي كانوا ينعمون بها، ورغم أن كلًّا منهم كان يدعي بأنه أقام العدل وأصلح من شأن إقليمه؛ بحيث كفل لمواطنيه السعادة والرفاهية وينفي وجود شيء من سوء النظام أو الاضطراب؛ إلا أن شواهد الأحوال لا توحي باستتباب الأمور؛ حيث إنه لا شك في أن هؤلاء الحكام -وقد بهرهم السلطان- تنافسوا فيما بينهم وأصبح كل منهم يحاول أن يوسع من رقعة إقليمه على حساب الآخرين, وأخذ هذا التنافس يشتدُّ وتحالف بعضهم ضد البعض الآخر, وقد رأى البعض أن أسرة شبه ملكية في قفط عاصرت الأسرة الثامنة المنفية[1]؛ ولكن أصبح هذا الرأي لا يؤخذ به إلى أن انحصر النزاع بين بيتين كبيرين "بيت إهناسيا"، "بيت طيبة" وقد انتهى النزاع آخر الأمر بتفوق بيت طيبة وبدأ عصر جديد من النهوض هو عصر الدولة الوسطى، كما سنشير إلى ذلك فيما بعد. [1] JEA 32, 19-23, 34, 115-6; Stock, "Die Erste Zwisehenzeit Aegypt." 32-50.
وهو يرفض كذلك فكرة الأسرة القفطية ويخترع بدلًا منها أسرة أبيدوس وهي نظرية يصعب إثباتها.
الأسرة السابعة:
يغلب على الظن أن هذه الأسرة أسطورية أي: لم تكن هناك أسرة حاكمة على الإطلاق؛ فقد ذكر مانيثون أن عدد ملوكها سبعين ملكًا حكموا سبعين يومًا فقط, وربما كان يقصد أن سبعين حاكمًا من الحكام في الأقاليم المختلفة كانوا يتقاسمون السلطة وكونوا ما يشبه هيئة حاكمة ولكنهم اختلفوا فيما بينهم فزال
اسم الکتاب : معالم تاريخ الشرق الأدني القديم المؤلف : محمد أبو المحاسن عصفور الجزء : 1 صفحة : 127