responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مضمار الحقائق وسر الخلائق المؤلف : المَلِك المنصور    الجزء : 1  صفحة : 203
من أَعمال تونس وَهِي من أحسن الْأَعْمَال يكون فِيهَا ألف ضَيْعَة وَثَلَاث جِهَات مِنْهَا غيط بهَا الْبَحْر ووجهة وَاحِدَة مِنْهَا إِلَى الْجَبَل وَمَا رآى النَّاس أحسن مِنْهَا عملا فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ثَلَاثَة أشهر يستغل الْبِلَاد وينهبون النَّاس مَا يقدرُونَ عَلَيْهِ ورحل عَنْهَا إِلَى الْجَبَل يستغله فَجَاءَت عَوْف مَعَ ابْن شكل وَجَاءَت إِلَى مَوضِع يُقَال لَهُ سردانية قريب من القيروان وَسمع بهم شرف الدّين فَركب إِلَيْهِم وَنزل إِلَيْهِم وسير قبله جمَاعَة من زغب بِقدر خَمْسمِائَة فَارس وَمن أَصْحَابه مِائَتي فَارس فالقوا مَعَهم وكسروهم قبل وُصُول شرف الدّين وَنزل فِي مَوْضِعه على قصر يُقَال لَهُ قصر أبي نصر وَكَانَ يحاصره فَأَخذه وَلم يجد فِيهِ طائلا ورحل وَخرج من غفريقية وَعَاد إِلَى النُّزُول على الحامة ووصلت مَشَايِخ عَوْف وأمراؤهم قَرِيبا مِنْهُ ونفذوا إِلَيْهِ يستأذنونه فِي الْحُضُور إِلَيْهِ فَأَمرهمْ فَحَضَرُوا وَلما سلمُوا عَلَيْهِ وَقَامُوا قيَاما بَين يَدَيْهِ شفعوا لَهُ فِي ابْن شكل فَقبل شفاعتهم وَاسْتقر بهم الْمجْلس فَقَامُوا ثَانِيَة فشفعوا فِي حميد بن جَارِيَة وذباب وَأَن يستخدمهم ويعيدهم إِلَى بِلَادهمْ ويصالحهم فَفعل
وأحضروا فِي ذَلِك الْيَوْم حميد بن جَارِيَة وحالف بَينه وَبَين زغب وعَوْف وَكَثُرت الْعَرَب مَعَه فطلبوا أَن يدخلُوا مَعَه إِلَى إفريقية إِلَى تونس وَغَيرهَا من الْبِلَاد الَّتِي مَا وَطئهَا ليكتالوا مِنْهَا فَفعل ورحل عَائِدًا إِلَى إفريقية فغنم النَّاس أَكثر من الدفعتين الْأَوليين وَوصل إِلَى تونس ووقف بإزائها ورحل إِلَيْهَا فقفز ابْن شكل وَدخل ولحقه وَقت التقفيز رجل من أَصْحَاب شرف الدّين كَانَ قَدِيما يخْدم وَالِدي الْملك المظفر يُقَال لَهُ حمدَان القواس واعتقد كل من رَآهُ أَنه قفز مَعَه فَلَمَّا أدْركهُ عِنْد الرجالة أَخذ شربوشه وثنى

اسم الکتاب : مضمار الحقائق وسر الخلائق المؤلف : المَلِك المنصور    الجزء : 1  صفحة : 203
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست