اسم الکتاب : كيف دخل التتر بلاد المسلمين المؤلف : العودة، سليمان بن حمد الجزء : 1 صفحة : 28
المسلمين حتى قال ابن الأثير: وكان يوما عظيما من كثرة البكاء من الرجال والنساء والولدان ... وتفرق المسلمون قددا وتمزقوا كل ممزق، وأصبحت بخارى خاوية على عروشها كأن لم تغن بالأمس، وارتكبوا من النساء العظيم والناس ينظرون ولا يقدرون على فعل شيء، ورضي بعض المسلمين بالموت دون ذلك فقاتلوا حتى قتلوا؛ ومن هؤلاء الفقيه الإمام "ركن الدين إمام زاده" وولده، وكذلك فعل القاضي "صدر الدين خان"، ومن استسلم أخذ أسيرا. ولم يرحل التتر عن بخارى حتى ألقوا النار في البلد والمدارس والمساجد وعذبوا الناس بأنواع العذاب في طلب المال - فإنا لله وإنا إليه راجعون[1]. [1] انظر: الكامل لإبن لأثير 12/365-367.
2- مأساة التتر في سمرقند:
ولم تقف المأساة عند حدود بخارى، بل رحل هؤلاء التتر الرعاع إلى سمرقند يستصحبون معهم من سلم من أهل بخارى أسارى ويسوقونهم مشاة على أقبح صورة وكأنهم قطيع من الغنم، فكل من أعيا وعجز عن المشي قتلوه.
فلما قاربوا سمرقند قدموا الخيالة وتركوا الرجالة والأسارى والأثقال وراءهم حتى تقدموا شيئا فشيئا ليكون أرعب لقلوب المسلمين فلما رأى أهل البلد سوادهم استعظموه فلما كان اليوم
اسم الکتاب : كيف دخل التتر بلاد المسلمين المؤلف : العودة، سليمان بن حمد الجزء : 1 صفحة : 28