المنبر، فأرسل إلى من كان حاضراً من المهاجرين، والأنصار، وأرسل إلى أمراء الأجناد - وكانوا وافوا تلك الحجة مع عمر - فلما اجتمعوا تشهد عبد الرحمن ثم قال:
أما بعد، يا علي إني قد نظرت في أمر الناس فلم أرهم يعدلون بعثمان، فلا تجعلن على نفسك سبيلاً. فقال: أبايعك على سنة الله، وسنة رسوله، والخليفتين من بعده، فبايعه عبد الرحمن بن عوف، وبايعه المهاجرون، والأنصار وأمراء الأجناد والمسلمون[1].
اتفق الصحابة رضي الله عنهم على بيعة عثمان بن عفان بالخلافة، وفي ذلك يقول ابن مسعود رضي الله عنه: "استخلفنا خير من بقي ولم نأله"[2].
تولى الخلافة رضي الله عنه، وكان على خير حال، وعلى درجة قوية من الإيمان، فقد كان إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته، فقيل له: تذكر الجنة فلا تبكي! وتبكي من هذا؟ قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "القبر أول منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه، فما بعده أشد منه" 3 [1] رواه البخاري، الجامع الصحيح مع فتح الباري (13/ 193-194) . [2] ابن سعد، الطبقات (3/ 63) ، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (207) وإسناده صحيح.
3 رواه أحمد، الزهد (ص: 42، والترمذي، السنن (4/ 553) ، وابن ماجه، السنن (2/ 1426) ، وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه (2/ 421) ، وفي صحيح الترمذي (2/ 267) .