عثمان، فبايعه، فبايع له علي، وولج أهل الدار فبايعوه[1].
وفي رواية أخرى للبخاري - أيضاً - أن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال لأهل الشورى:
لست بالذي أنافسكم على هذا الأمر، ولكنكم إن شئتم اخترت لكم منكم. فجعلوا ذلك إلى عبد الرحمن، فلما ولوا عبد الرحمن أمرهم، فمال الناس على عبد الرحمن، حتى لم ير أن أحداً من الناس يتبع أولئك الرهط ولا يطأ عقبه، ومال الناس على عبد الرحمن يشاورونه تلك الليالي، حتى إذا كانت الليلة التي أصبحوا منها، بايعوا عثمان رضي الله عنه.
وفي هذه الرواية يقول المسور بن مخرمة رضي الله عنه: طرقني عبد الرحمن بعد هجع من الليل، فضرب الباب حتى استيقظت، فقال: أراك نائماً، فوالله ما اكتحلت هذه الثلاث[2]بكثير نوم. انطلق فادع الزبير وسعداً، فدعوتهما له، فشاورهما، ثم دعاني، فقال: ادع علياً، فدعوته فناجاه حتى ابهارَّ الليل[3].
ثم قام علي من عنده، وهو على طمع، وقد كان عبد الرحمن يخشى من علي شيئاً. ثم قال: ادع لي عثمان، فدعوته، فناجاه حتى فرق بينهما المؤذن بالصبح. فلما صلى للناس الصبح، واجتمع أولئك الرهط عند [1] رواه البخاري، الجامع الصحيح مع فتح الباري (7/ 60-62) . [2] أي الليال الثلاث؛ منذ اجتماع أهل الشورى الأول إلى ليلة بيعة عثمان بالخلافة. [3] أي: انتصف (ابن منظور، لسان العرب 4/ 81) .