التمهيد: لمحات من سيرة عثمان بن عفان من الولادة إلى الشهادة
هو: عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب[1]ينتسب إلى بني أُميّة؛ إحدى القبائل القرشية.
ولد في مكة، بعد عام الفيل بستّ سنين على الصحيح[2] ونشأ على الأخلاق الفاضلة الكريمة، والسيرة الحسنة الحميدة، وكان حيياً، شديد الحياء[3] عفيف النفس، واللسان، أديب الطبع، هادئاً يتجنب إيذاء الناس، ويميل إلى الهدوء، ويكره الفوضى، والشجار، والصخب، وقد يضحّي في سبيل البعد عن ذلك ولو بحياته[4].
ولحسن خلقه، ومعاملته؛ أحبته قريش حتى ضربت العرب المثل بحبها له.
وفي ذلك يقول الشعبي: "كان عثمان في قريش محبباً يوصون إليه، ويعظمونه، وإن كانت المرأة من العرب تُرقِّص صبيها وهي تقول:
أُحِبُّك والرحمن حبَّ ... قريش لعثمان5
نشأ عثمان رضي الله عنه وأطل على هذه الحياة، وهو بين مشركي [1] ابن سعد، الطبقات (3/ 53) ، وابن حجر، الإصابة (2/ 462) . [2] ابن حجر، الإصابة (2/ 462) . [3] ستأتي شهادة النبي صلى الله عليه وسلم له بأنه رجل حيي، وانظر الزهد للإمام أحمد بن حنبل (2/39) ، وحلية الأولياء لأبي نعيم (1/56) . [4] كما سيأتي في تضحيته بنفسه وإيثاره ذلك على قتال الخارجين عليه.
5 رواه ابن الأعرابي في معجمه (ق88أ) ومن طريقه ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 245، من طريق مجالد بن سعيد عن الشعبي به.