الأسود"[1].
وإذا تذكرنا أن الرجل الذي دخل على عثمان رضي الله عنه وخنقه أسود أيضاً، وأن الراوي قال: "خنقه ثم خنقه قبل أن يضرب بالسيف"[2]دلنا ذلك على أن هذا الرجل هو القاتل الذي يقال له: جبلة؛ لأنه أسود البشرة، ولأن في قول الراوي: "قبل أن يضرب بالسيف" دليلاً على أنه ضرب بالسيف.
فإذا صح هذا الربط، فإنه يبين لنا نسبة هذا القاتل، حيث إن الراوي أوضح عن نسبته وأنه من بني سدوس[3].
ويزيد ذلك في توهم زيادة (الأيهم) ؛ لأن جبلة بن الأيهم الغساني من الغساسنة[4]وهذا القاتل من بني سدوس.
والخلاصة: أن قاتل عثمان رضي الله عنه رجل مصري، لم تفصح الروايات عن اسمه، وبينت أنه سدوسي الأصل، أسود البشرة، لقب بـ (جِبْلة) لسواد بشرته كما لقب أيضاً ب (الموت الأسود) ، ولم أقف [1] ابن سعد، الطبقات (3/ 83-84) ، من رواية كنانة مولى صفية -رضي الله عنها - بإسناد حسن، انظر الملحق الرواية رقم: [67] . [2] خليفة بن خياط، التاريخ (174) ، والطبري، تاريخ الأمم والملوك (4/ 383) ، بإسناد صحيح إلى أبي سعيد مولى أبي أسيد؛ وهو مختلف في صحبته، انظر الملحق الرواية رقم: [121] . [3] انظر التعريف ببني سدوس في الملحق الرواية رقم: [52] . [4] انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء للذهبي (3/532) .