وكان عثمان رضي الله عنه يأمرهم بالخروج، وينهاهم عن الدفاع عنه، وهم مصرون على ذلك؛ كما تقدم.
وأخيراً استطاع أن يقنعهم، فخرجوا من الدار، وخُلِّي بينه، وبين المحاصرين[1]فلم يبق في الدار إلا عثمان وآله، وليس بينه وبين المحاصرين مدافع، ولا حامٍ من الناس، وفتح رضي الله عنه باب الدار[2].
فترى هل سيهاب القوم من خليفتهم فيحجموا عن إيذائه، فتزول كل الأحقاد لهول الموقف، أو أنهم أناس صادقون في غيرتهم ضالون عن جادة الحق يرون أن قتله واجب ديني؟ فسيقتلونه محسنين قتلته، لنترك بيان ذلك إلى الروايات الصحيحة التي ستكشف لنا عن حقيقة القوم، وعن صفة دخولهم عليه وما فعلوه به.
لتحكي لنا أحداث تلك الساعة الحاسمة التي لم يمح ذكرها عبر العصور التي مضت منذ حدوثها إلى يومنا هذا، أي منذ ما يقارب الأربعة عشر قرناً. [1] ابن سعد، الطبقات (3/70) ، وابن أبي شيبة، المصنف، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (399-400) ، من رواية عبد الله بن الزبير بإسناد صحيح، انظر الملحق الرواية رقم: [117] . [2] ابن سعد، الطبقات (3/ 70-75) وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (389-391) من رواية نافع مولى ابن عمر، ونافع لم يدرك عثمان رضي الله عنه انظر الملحق الرواية رقم: [38] .
وخليفة، التاريخ (174) من رواية سعيد بن مولى أبي أسيد بإسناد صحيح أو حسن، وابن سعد، الطبقات (3/66) انظر الملحق الرواية رقم: [121] .