ولما رأى الصحابة أن الأمر استفحل، وأن السيل بلغ الزبى[1]عزم بعضهم على الدفاع عنه دون استشارته، فدخل بعضهم الدار مستعداً للقتال، فقد كان ابن عمر معه في الدار[2] متقلداً سيفه لابساً درعه ليقاتل دفاعاً عن عثمان رضي الله عنه، ولكن عثمان عزم عليه أن يخرج من الدار خشية أن يتقاتل مع القوم عند دخولهم عليه فيقتل[3]كما لبسه مرة أخرى أيضاً[4].
وتقلد أبو هريرة رضي الله عنه سيفه، ودخل الدار على عثمان رضي الله عنه يقول: يا أمير المؤمنين طاب أمضرب[5] فقال له: يا أبا هريرة أَيَسُرُّك أن تقتل الناس جميعاً وإياي؟ قال: لا، قال: فإنك والله إن قتلت [1] بلغ الماء الزّبى أو الرّبى، ويروى بلغ السيل الزّبى أو الرّبى، والزّبى: جمع زبية الأسد، وهي حفرة تحفر له في مكان مرتفع ليصطاد، فإذا بلغها الماء فهو المجحف، والربا: جمع ربوة، وهذا المثل يضرب في الشر المفظع (انظر المستقصى في أمثال العرب، للزمخشري 2/14) . [2] خليفة بن خياط، التاريخ (173) ، ومن طريقه ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (397-398) بإسناد صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين، انظر الملحق الرواية رقم: [56] . [3] خليفة بن خياط، التاريخ (173) ، ومن طريقه ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (398) بإسناد صحيح، رجاله رجال الشيخين، انظر الملحق الرواية رقم: [78] . [4] خليفة بن خياط، التاريخ (173) ، ومن طريقه ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (398) كما رواه أيضاً من طرق أخرى، انظر الملحق الرواية رقم: [77] . [5] الميم هنا بدل اللام، فأصلها (الضرب) ، وهي لغة لبعض أهل اليمن، يجعلون لام التعريف ميماً (ابن حجر، التلخيص الحبير 2/ 205) .