اسم الکتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان المؤلف : العيني، بدر الدين الجزء : 1 صفحة : 486
كان شيخاً حسناً بهي المنظر، باشر إمامة الكلاسة قريباً من أربعين سنة، وخطب لحطابة جامع دمشق من غير سؤال منه ولا طلب، فباشرها ستة أشهر ونصفاً، وكان حسن الصوت، طيب النغمة، عارفاً بصناعة الموسيقى، مع ديانة وعفة، وكانت وفاته فجأة بدار الخطابة يوم الأربعاء ثامن شوال عن اثنتين وستين سنة، ودفن بقاسيون فوق مغارة الجوع، وكان أولاً أمّ بالمسجد الذي بالقرب من المارستان النوري مدة وهو صبي، ثم انتقل إلى إمامة مشهد ابن عروة، ثم لما مات والده انتقل إلى إمامة الكلاسة، رحمه الله.
الشيخ القدوة العابد أبو عبد الله بن مطرف.
توفي بمكة في رمضان، وكان مجاوراً بمكة ستين سنة، وكان يطوف في كل ليلة خمسين أسبوعاً، توفي عن تسعين سنة، رحمه الله.
الشيخ الصالح عمر السعودي.
توفي بزاويته بالقرافة في ثاني جمادى الآخرة، ودفن بها.
القاضي شرف الدين محمد بن القاضي فتح الدين بن عبد الله بن القيراني الحلبي، أحد كتاب الدرج بمصر.
توفي فيها، ودفن بالقرافة، وكان ديناً فاضلاً، سمع الحديث النبوي.
القاضي جمال الدين أبو بكر محمد بن عبد العظيم بن علي بن سالم الشافعي، المعروف بابن السفطي، خليفة الحكم العزيز.
توفي فيها ليلة الإثنين حادي عشر شعبان بالقاهرة، ودفن بالقرافة، ومولده سنة ثمان وعشرين وستمائة، وولي نيابة الحكم بالقاهرة نحواً من أربعين سنة وتركها في آخر عمره.
الصاحب الكبير شهاب الدين أحمد بن أحمد بن عطا الحنفي الأذرعي.
مات في هذه السنة، ودفن قبالة داره بسفح قاسيون، وكان رجلاً حسناً متواضعاً، مليح الملتقى، حصّل أملاكاً كثيرة، وعمّر عمائر كثيرة، وخالط الدولة من الأيام الظاهرية، وولي الوزارة في دولة الملك العادل زين الدين كتبغا أياماً يسيرة، وولي حسبة دمشق مدة مضافاً إلى الديوان العادلي، وغير ذلك.
الصدر الرئيس بدر الدين محمد بن فضل الله بن مجلي العدوي.
مات بدمشق، ودفن بقاسيون، وكان من أعيان الكتاب المتصرفين، جاوز السبعين من العمر، وهو أخو القاضي شرف الدين، والقاضي محي الدين، وهو الأوسط، وكان التتار قد أخذوه معهم من دمشق في سنة تسع وتسعين وستمائة، ولطف الله به وخلّصه حتى مات بين أهله وولده، رحمه الله.
الصدر علاء الدين علي بن الحسن بن النحاس المعروف بابن عمرون.
مات بدمشق ودفن بقاسيون، وكان ناظر ديوان الحشرية بدمشق، وخدم في عدة جهات، وأقطار كبار، وكان مشكور السيرة.
الشيخ أبو بكر بن مسعود بن عصرون القدسي، المعروف بالزرعي.
مات في دمشق، ودفن بمقابر الصوفية، وكان فقيراً، وعمّر، وأضر في آخر عمره، ومولده في سنة اثنتي عشرة وستمائة.
وله شعر، فمنه في زهرة السفرجل:
زهر السفرجل قد أتاك مبشر ... بالورد وهو لذلك غير مخلّد
فكأنه عيسى بن مريم قد أتى ... للعالمين مبشراً بمحمد
وله:
لا سحر إلا الذي تبديه عيناك ... ولا ملاحة إلا "......... " لمحياك
قال زجل:
مالي وللناموس ... أش بي عبوس
الشرب بالقادوس يحيي النفوس
الشرب في الماجور قلبي يحنّ ... ومجلسي معمور، من كل فن
ودع نصير طنبور ... أنقر أطنّ
أرنّ بالناقوس ... بين القوس
الشرب بالقادوس يحيي النفوس
يوم أرى عندي ... نكرش خليع
فذاك يكون سعدي ... وأنا جميع
وكلما عندي ... أرهن وبيع
وأجور في السالوس ... وأهجم وبوس
الشرب بالقادوس يحيي النفوس
ما العيش يا حضار ... عيش خطيب
غير الزهّر والطار ... وأغيد حبيب
مالي ويلتقيان ... كأني خطيب
قاعد كذا كيموس ... أسمع دروس
الشرب بالقادوس يحيي النفوس
يا عاذلي اقصر ... عن الملام
في الراح واستبصر ... يا ذا الغلام
وكلما نقتدر ... نوش المدام
واخلع الملبوس ... على الجلوس
الشرب بالقادوس يحيي النفوس
اسم الکتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان المؤلف : العيني، بدر الدين الجزء : 1 صفحة : 486