اسم الکتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان المؤلف : العيني، بدر الدين الجزء : 1 صفحة : 478
الشيخ عيسى بن الشيخ القدوة الكبير سيف الدين رجيحي بن سابق بن الشيخ يونس.
توفي في هذه السنة، ودفن بزاويتهم التي بالشرف الأعلى، غربي الوراقة المطلة على الميدان الأخضر. وكانت وفاته يوم الثلاثاء سابع عشر المحرم منها.
الخطيب شرف الدين أبو العباس أحمد بن ابراهيم بن سباع بن ضياء الفزاري المقرىء، النحوي، المحدث، شيخ الشافعية.
ولد سنة ثلاثين وستمائة، وسمع الحديث الكثير، وانتفع على المشايخ في ذلك العصر كابن الصلاح، والسخاوي، وغيرهما، وتفقه، وأفتى، وناظر، وبرع وساد أقرانه، وكان أستاذاً في العربية، واللغة، والقراءات، وإيراد الأحاديث النبوية، مات عشية الأربعاء تاسع شوال عن خمس وسبعين سنة، ودفن عند أبيه وأخيه العلامة الشيخ تاج الدين عبد الرحمن بباب الصغير؛ وولي الخطابة بعده ابن أخيه العلامة برهان الدين شيخ الشيخ ابن كثير.
ورثاه الشيخ شمس الدين بن الصائغ بقوله:
لا تطمعي يا عين في الإغفاء ... وثقي بعهد دائم وبكاء
فلقد بليت بصدمة ما مثلها ... صبري عدمت بها وعزّ عزائي
مالي وما للنائبات فقد رمت ... قلبي بأنواع من البرحاء
يا ليلة حققت فيها ما جرى ... كم بتّ تبكي بليلة ليلاء
قالوا خطيب المسلمين أصيب في ... عليائه فقضى بسهم قضاء
فوجمت في البر الفسيح تألماً ... حتى حسبت بضيقة النداء
وترنم الحادي فقلت له: اتئد ... فالحزن قدّامي وكان ورائي
أفلت نجوم المجد بعد طلوعها ... وخبت بروق العلم بعد ضياء
وتوقدت شمس النهار تأسفاً ... وأصيبت السراء بالضراء
"................................. " ... وبكى الرجاء سائر الأرجاء
وجدوا على الشيخ الإمام أخي العلم ... اء قطب الأئمة سيد العلماء
من للمنابر عند مجتمع الورى ... لعظيمة يا فارس الخطباء
وهي قصيدة طويلة.
الصدر علاء الدين علي بن معالي الأنصاري الحراني الحاسب، يعرف بابن الوزير.
كان فاضلاً، بارعاً في صناعة الحساب، وانتفع به جماعة. وكانت وفاته في أواخر صفر منها فجأة، ودفن بقاسيون.
الشريف الرئيس الصدر عماد الدين يحيى بن أحمد بو يوسف بن السراج الحنفي، المعروف بالبصراوي، ناظر ديوان الأشراف.
كان من أعيان الأشراف، ديناً، صالحاً، ورعاً، من أهل السنة، وكان على ذهنه طرف جيد من التاريخ والمحاضرات، كثير المحفوظ، وكان أميناً في مباشرته، باشر ديوان الأشراف نحو خمسين سنة، مات بدمشق، ودفن بمقابر الصوفية.
الأديب الفاضل بدر الدين محمد بن عبد الله، المعروف بابن البابا، المغزى الشاعر.
وكان قد توجه من دمشق إلى طرابلس، إلى نائبها الأمير سيف الدين أسندمر ومدحه بقصيدة فأدركه أجله، فمات بها، ومن شعره:
لاح مثل الهلال وهو منير ... وانثنى كالقضيب وهو نضير
رشا فات اللحاظ كحيل الطرف ... ساجي الجفون أحور غرير
بابلي الألفاظ حلو لما ... بابلي اللحاظ فيها فتور
يتهادى مثل "......... " ولم لا ... وهو من ريق ثغره مخمور
فهو للأحياء روض أنيق ... وهو للثّم جنة وحرير
شفّني خدّه وناهيك خدّ ... وسباني عذاره المستدير
وسقاني من ريقه العذب ... كأساً كالحمّيا مزاجها كافور
بشفاه مثل العقيق ... وثغر لؤلؤي كأنه بلور
وهي طويلة.
الشيخ الصالح تقي الدين حسين بن صدقة بن بدران الموصلي.
كان رجلاً صالحاً، خيراً، على قدم التجريد لا يملك شيئاً، وربما بقي أياماً لا يحصل له ما يأكله وهو صابر لا يسأل أحداً، وعنده فضيلة.
اسم الکتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان المؤلف : العيني، بدر الدين الجزء : 1 صفحة : 478