responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان المؤلف : العيني، بدر الدين    الجزء : 1  صفحة : 466
وفيها: قصور الأمير بدر الدين بكتاش الفخري أمير سلاح الصالحي من الكبر وعجز القدرة، وسأل الإعفاء من الخدمة، فأجيب إلى سؤاله، وارتجع إقطاعه إلى الخاص السلطاني، وأضيفت أجناده إلى الحلقة المنصورة.
وفيها: أفرج عن الأمير سيف الدين الحاج بهادر السلحدار، وأعطى إمرة بدمشق، فسافر إليها.
ذكر غزوة سيس
وفيها: جرّد الأمير شمس الدين قراسنقر المنصوري نائب حلب عسكراً إلى بلد سيس ليُغيروا عليها، وذلك أن صاحبها أخرّ حمل المال المقرر عليه، وقطع القطيعة، فتوجه العسكر المذكور صحبة سيف الدين قشتمر الشمسي، ومعه من أمراء حلب: شمس الدين آقسنقر الفارسي، وفتح الدين بن صُبرة المهمندار، وسيف الدين قشتمر النجيبي، وسيف الدين قشتمر المُظّفري، ومن معه من الحلقة والأجناد فدوّخوا تلك البلاد، وشنّوا الغارة على الأرمن.
وكان التتار المجردون ببلد سيس قد علموا بهم، وكمنوا لهم في موضع مخرجهم، فلما رجعوا ونزلوا بأثناء الطريق خرجوا إليهم وصالوا عليهم، ودهموهم بغتةً: ولما اقتتلوا قُتل من المسلمين جماعة، وأُسر الأمراء الأربعة المذكورين، وجماعة من الجند وأرسلوهم إلى الأُردو.
فلما خرجت هذه الوقعة استشعر صاحب سيس الخور، وتحقق وقوعه في الغرر، وأيقن أنه من السطوات الشريفة على خطر، فأرسل إلى الأمير شمس الدين قراسنقر رسلاً يبدي الطاعة، ويذكر الإنابة، والقيام بما عليه من القطيعة، ويسأل الصفح والإغضاء والمسامحة والإعفاء، فوردت كتب المشار إليه إلى الأبواب العالية يعرض ذلك على الآراء الشريفة ويذكر ما التمسه المذكور ويستأذن في هذه الأمور، فاقتضى الحال أن يُجرد عسكراً إلى حلب، ويكتب لصاحب سيس بأنه أجيب إلى ما طلب، فإن حقق قوله بفعله وحمل ما جرت عادته بحمله أعفى من الإغارة وكفى من الإستثارة، وإن سوف وتوقف كانت الجيوش قريبة من إرهاقه متمكنة من خناقه.
قال الراوي: فجُرد أربعة آلاف فارس وجماعة من الأمراء والمقدمين وأصحاب الطبلخانات والمئين صحبة الأمير بدر الدين بكتاش الفخري أمير سلاح.
قال بيبرس في تاريخه: وكنت في المجردين، فرسم لي بالحديث معه في تقدمة العسكر، وتدبير أحوال التجريد، وتلقي الوارد والصادر من البريد، لأن المشار إليه كان قد مكن منه الكبر وخانه الثُّقبان، السمع والبصر، فلم يكن يستبين شخصاً، ولا يُسمع لمخاطب نصاً، فتحدثت في التقدمة وأسبابها، وحملت عنه جميع أتعابها، ولم أقطع أمراً دون عرضه عليه، وتوصيله إليه، رعاية لقدمته، وحفظاً لسابقته. وكان في التجريد من مقدمي الألف: الأمير جمال الدين الموصلي قتال السبع، والأمير شمس الدين الدكز السلحدار، وجماعة من الحلقة. وكان الخروج من القاهرة في منتصف شعبان من هذه السنة. ولما وصلنا غزة أقمنا بها، وصدرت الكتب إلى الأمير شمس الدين قراسنقر معلمة له بذلك، فكاتب صاحب سيس يخبره بالصورة، وينذره بحركة العساكر المنصورة ويعرفه أنه إن بذل الطاعة والإنابة، وعجّل القطيعة قرين الإجابة، فإنه يوفر من المغزى الصائر، ويغني من الغزو الثائر، وإلا فالعساكر تطأ بلاده وتستأصل طريفه وتلاده، فعند ورود هذه الرسائل عليه، أرسل يبذل الإذعان، ويلتمس تحقيق الأمان بالأيمان، ووصلت رسله إلى الأمير شمس الدين، فأرسلهم إلى الأبواب العالية، ونحن بظاهر غزة نازلون، فاقتضى الحال عودنا، إذ قد حصل الغنى عن العنا، فعادت العساكر. وكان الرحيل من غزة آخر شوال، والوصول إلى الباب الشريف أول ذي الحجة، ولما وصل الأمير بدر الدين أمير سلاح إلى الأبواب العالية استعفى من الخدمة لأجل كبره فأجيب إلى سؤاله، وقد ذكرناه عن قريب.

اسم الکتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان المؤلف : العيني، بدر الدين    الجزء : 1  صفحة : 466
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست