responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان المؤلف : العيني، بدر الدين    الجزء : 1  صفحة : 434
يا من أوامره والله يعضده ... بها الليالي مع الأيام تأتمر
لولا يثبّتك الله العزيز بعدة ... لم يبق للدين لا سمع ولا بصر
قرّت به أعين الإسلام وابتهجت ... به القلوب وكادت فيه تنفطر
نامت عيون الرعايا في ذرى ملك ... في رعيهم طرفع عاداته السهر
المخجل السيف عزماً وهو منصلت ... والمرعب الليث بأساً وهو مهتصر
والثابت الجأش والإقدام في دحضٍ ... فيه التثبّت إلاّ عنده عسر
يا ناصر الدين يا من حسن دولته ... أمست على دول الماضين تفتخر
فأوقدت نيران حرب أصبحوا حطباً ... للجمر منها لها شوك القنى شرر
دارت عليهم رحى الحرب الزيون فما ... لجمعهم بعدها عين ولا أثر
وضاقت الأرض مذ ولّوا بما رحبت ... عليهم فهم بالخوف قد حصروا
وألبسوا الذلّ حتى أن أشجعهم ... يأتي إليك بألفٍ منهم نفر
وأصبحوا بعد ذاك الكبر يحسد ... قتلاهم من الذلّ والتقريع من أسروا
وبعد قد أمنا من كل حادثة ... فما لنائبةٍ منه ناب ولا ظفر
بالسيد الناصر المنصور جحفله ... زهت برونقها الآصال والبكر
هزّت معاطفها الدنيا به فرحاً ... وطاب بالأمن في أيامه العمر
أزال عنّا مخافات النفوس فما ... يدور بالخوف أوهام ولا فكر
يا من به راقت الأوقات وابتسمت ... بعد العبوس فما في صفوها كدر
لا زال ملكك ملكاً لا نفاذ له ... ما شق شقّة جلباب الدجى سحر
وقال الشيخ تقي الدين عبد الله بن تمام الحنبلي قصيدة طويلة، منها قوله:
كرّر عليّ فمالي بعدها وطر ... بشارة كنت أرجوها وأنتظر
هبّت علينا بنصر الله هاتفة ... لم ترو أخبارها الأخبار والسير
نتلو أحاديثها دأباً وندرسها ... كأنها بيننا الآيات والسور
وقال صاحب نزهة الناظر:
لمثل ذا اليوم كان الدهر ينتظر ... فليهنك اليوم هذا النصر والظفر
يا يوم شقحب لو عاش الألى سلفوا ... من الملوك لهذا اليوم ما ذكروا
لله درك والأعداء قد بسطت ... خيولهم سرباً في الأرض تنتشر
صدمتهم بخيول لو صدمت بها ... صرف الزمان لولى وهو منذعر
يأتوا بليل تمنّوا أنه لهم ... ليل الضرير وصبح ليس ينتظر
وجاوزوا النهر خوضاً من دمائهم ... محمّراً وصفاه منهم كدر
ولّوا ظهورهم والسيف حاكمها ... كأنهم حمر واستنفروا نفروا
وأصبح الدين منصوراً بناصره ... والكفر يخذل والإسلام منتصر
وشتّت الله شملاً كان مجتمعاً ... وضرب الله أرقاب الألى كفروا
فإن تكن زلة للدهر واحدة ... فقد أتاك وهو يعتذر
فليهنك اليوم هذا الفتح يا ملكاً ... وافى لك الفتح ما وافى به عمر
وافت لغازان أخبار معنعنة ... فصدّق الخبر لمّا عاين الخبر
وأصبح النوح تترى في منازلهم ... بالحزن والويل والتعديد والفكر
كل يؤمل أن يلقى لصاحبه ... حتى يراه فلا عين ولا أثر
وأحسن ما قيل في هذه الوقعة قصيدة شمس الدين الطيبي، وهذه هي:
برق الصوارم للأبصار تختطف ... والنقع يحكي سحاباً بالدما تكف
أحلا وأغلا وأعلا قيمة وسناً ... من ريق ثغر الغواني حين يرتشق
وفي قدود القنى معنى شغفت به ... لا بالقدود التي قد زانها الهيف
ومن غدا بالخدود الحمر ذا كلفٍ ... فإنّني بخدود البيض لي كلف

اسم الکتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان المؤلف : العيني، بدر الدين    الجزء : 1  صفحة : 434
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست