responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان المؤلف : العيني، بدر الدين    الجزء : 1  صفحة : 390
وفيها: قصد الأمراء عزل الأمير شمس الدين سنقر الأعسر عن الوزارة، وذلك لكبره وشممه وزيادته عن الحدّ وعدم توقيره لمن يكون من جهة الأمراء حتى أنه مسك التاج بن سعد الدولة، وكان مستوفي الدولة وممن يلوذ بالأمير ركن الدين بيبرس الجاشنكير، وعراه وضربه بالمقارع ضرباً مؤلماً، فأسلم من حرارة الضرب وألزمه أن يشهد عليه بالإسلام، وبعد ذلك تحمل مال السلطان، فلما أطلقه دخل إلى زاوية الشيخ نصر والزم نفسه أن لا يخرج منها، وأرسل الشيخ نصر إلى بيبرس الجاشنكير أن يتحدث فيه ليعفى من المباشرة، ففعل ذلك واستمر عليه إلى أن وقفت الأمراء لبيرس وحسنوا له أن يطلب الأمير عز الدين أبيك البغدادي من نيابة الإسكندرية ويتولى الوزارة بالديار المصرية، عوضاً عن شمس الدين سنقر المذكور، وأجمع بيبرس مع الأمير سلاّر على ذلك وولوا أبيك المذكور الوزارة، ثم أتفق رأيهم أن يكون سمش الدين سنقر كاشف القلاع الشامية بأسرها، فينظر فيها ويصلح أمورها ويرتب الرجال وما تحتاج إليه من سائر الأصناف، فخلع عليه بذلك.
وفيها: أعرس السلطان على بنت الأمير كرتيه، وكانت تعرف بالأشرفية، فكانت زوجة أخيه الملك الأشرف، فعمل على ذلك مهما عظيماً، وخلع على سائر الأمراء وأرباب الوظائف بخلع سنية.
ذكر ما جرى في بلاد الشمال
قد ذكرنا في العام الماضي ما وقع بين ولدي نوغيه، وهما جكا وتكا، وأن جكا استقر موضع أبيه، وكان عند استيلائه على المملكة قد أقام له نائباً يسمى طنغر من أكابر الأمراء، فلما أقدم على قتل أخيه تكا نفر عنه واتفق مع طاز بن منجك - وهو صهر نوغيه زوج ابنته طغلجا - على التوجه للإغارة على بلاد أولاق والروس، فسارا بمضافيهما، ولما خلا أحدهما بالآخر تحادثا وتفاوضا في أمر جكا وجرأته وسوء سيرته وقالا: إذا كان هذا لم يبق على أخيه، فكيف يبقي علينا؟، واتفقا على أن يعودا إليه ويقبضا عليه، فعادا نحو مقامه، فشعر واحد من عسكرهما أنهما اتفقا على إعدامه، فركب وساق مسرعاً، وأعلمه بالحال تنصحا، فلما تيقن أنهما قد دهماه ركب من ساعته في مائة وخمسين فارساً من جماعته ودخل بلاد آص، وكان بها مقدم وتمان من عسكره، فآوى إليهم وأقام بينهم.
وحضر طنغر نائبه وطاز صهره إلى بيوته، فنهبوها واستولوا عليها، ووجدوه قد فاتهما.
ولما أقام جكا ببلاد آص وتحقق عسكره أنه حي موجود باق تسلّل إليه كثير منهم، فكثرت بهم عدّته وعاد لحرب طنغر وطاز، والتقى الجمعان، فاستظهر عليهم وكسرهم، وفرق شملهم، وسبى وغنم ما شاء، واسترد بيوته وغنائمه منهم.
ولقد حكى من شهد الواقعة أن أخته طلغجا - بنت أبيه نوغيه - ركبت الخيول وقابلته مع الفحول، فلما انكسر زوجها ومن معه كاتبوا طقطا يستمدونه ويلتمسون أنجادهم بعسكر يقاتلون به جكا ويعاودونه، فأمدَهم بجيش صحبة أخيه برلك بن منكوتمر، فلما جاءهم المدد من عند طقطا دعوا نزال وعادوا إلى القتال، فلم يكن لجكا بهم قبل، فهرب ولحق ببلاد أولاق، وكان ملكها والحاكم عليها متزوجاً إحدى أقاربه، فتطلع إلى حصنه معتقداً أنه يمتنع عنده، فقال لذلك أصحابه: هذا الوارد إليك هو عدو لطقطا، وهو مجدّ في طلبه، ومتى علم بمقامه عندنا سار إلى نحونا وأهلكنا، والصواب تعويقه وإعلامه بأمره، فقبض عليه وعوقه في قلعته، واسمها ترنو، وطالع طقطا بأمره، فأمره بقتله، فقتل في هذه السنة.
وخلت مملكة طقطا ممن يناوئه، وبلغ من إبادة أعاديه أمانيه، ولم يبق من أولاد نوغيه إلا أصغرهم المسمى طرنه، ورتب ينجى بن قرمشي موضع أباجي أخيه، وجهز تكل بغا ويربصار ولديه إلى بلاد نوغيه، فأما تكل بغا فإنه استقر في طقجى ونهرطنا وما يلي باب الحديد، وهي منازل نوغيه، وأقام ايربصار بنهر بيق، وتكملت بلاد الشمال للملك طقطا.
ذكر ما جرى في بلاد الغرب من الحوادث فيها

اسم الکتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان المؤلف : العيني، بدر الدين    الجزء : 1  صفحة : 390
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست