responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان المؤلف : العيني، بدر الدين    الجزء : 1  صفحة : 374
واتفق نائب طرابلس مع نائب حماة أن يركب كل منهما بعسكره إلى جبل كسروان، ثم رسم بتجهيز عسكر الشام وعسكر صفد أيضاً مع هؤلاء، فاجتمعت العساكر وجاءوا إلى جبل كسروان ووجدوا أهله كلهم مستعدين للقتال، وكان هذا الجبل حصيناً قوياً لا يمكن صعود الفرس إليه إلا بعد مشقة كبيرة مع عدم مانع منه، والراجل أيضاً لا يمكن صعوده إلا إذا كان مخفا، وكان أهله من أعظم غلاة الروافض والزنادقة، وحصل لهم في هذه السنة من الأموال من جهة العسكر لما انهزموا ما لم يحصل لأحد قبلهم، فإنهم كانوا يأخذون الأمير بطلبه عندما يتوسط الجبل قبضاً باليد، ولم يكن أحد يقدر أن يمانع عن نفسه، فإذا تعسر عليهم أحد منهم أرموا عليه حجراً يقتله أو يهشمه، وذكر أنهم كانوا في هذا الجبل نحو اثني عشر ألف رجل كلهم يرمون بقسى قوية، ولما نزلت الأمراء عليهم رتبوا أمرهم، وأصبحوا في الزحف إليهم من كل جانب، ولم يقدروا على الثبات معهم إلى الظهر حتى رجعوا وتأخروا وخرجت من العسكر جماعة كثيرة، فلما عادوا إلى الوطاق استشاروا فيما بينهم، وقالوا القتال معهم صعب، والرجوع عنهم أصعب، ثم اتفقوا أن يكون الأمير سيف الدين أسندمر نائب طرابلس بعسكره ومضافيه من ناحية من الجبل، وأن يكون الأمير زين الدين كتبغا نائب حماة ونائب حمص معه من ناحية أخرى، وأن يكون سيف الدين بهادرآص، وكجك من ناحية أخرى، وأن يكون الأمير سيف الدين قطلوبك - الذي كان نائب طرابلس وعزل - من ناحية أخرى، وأن يكون نائب الشام من ناحية أخرى، واتفقوا أن تكون المواظبة على الزحف ستة أيام. وأهل الجبل أيضاً قد تعرفوا على نواحي الجبل وجعلوا جانباً من الجبل للنساء والصبيان يرمون الأحجار.
ولما ركبوا في ذلك اليوم وزحفوا ترجل الأمير أسندمر الكرجي، ثم أرسل إلى الأمراء وأخبرهم أنه ترجل وليترجل الأمراء أيضاً، فترجلوا كلهم في ذلك اليوم، وكان أول من صعد قدام العسكر أسندمر المذكور وكان شجاعاً مقداماً، ولما رأى أهل الجبل هؤلاء قد ترجلوا وقع في قلوبهم الرعب حتى ذكر عن بعضهم أنه قال: كنت أرمي على قوس أربعين رطلاً بالدمشقي، وفي هذا اليوم لحقتني رعدة في يدي ولم أقدر على الرمي، فأوقع الله فيهم الذلة والرعب وانهزموا، وقتلوا منهم جماعة كثيرة، فلما رأوا ذلك أرموا أسلحتهم وطلبوا الأمان، فكفوا عنهم القتل وأسروا منهم جماعة كثيرة ثم حضرت مشايخ الجبل وأكابرهم والتزموا أن يحضروا جميع ما أخذوه من العسكر ولا يخلون عندهم شيئاً يساوي درهماً ولا يخفونه، فرضي العسكر بذلك، وأقاموا هناك إلى أن أحضروا جميع ما أخذوه من القماش والسلاح والعدد من السيوف والرماح والقرقلات وغير ذلك، ثم حلفوهم على اعتقادهم أنهم لا يخفون شيئاً، وبعد ذلك قرروا عليهم مائتي ألف درهم، وأخذوا جماعة من مشايخهم وأكابرهم رهائن وأصحبوهم معهم إلى دمشق إلى أن يحضروا بالمال الذي قرر عليهم، ثم كتبوا للسلطان والأمراء بذلك.
ذكر الحرب الذي وقع بين الملك طقطا وبين نوغيه
وأولاده، ومقتل نوغيه:
وفيما عزم الملك طقطا بن منكوتمر على حرب نوغيه للأخذ بثأره وإطفاء جمرة ناره. واتفق أن جماعة من أمراء نوغيه الذين كان يعتمد عليهم ويعتمدون عليه فارقوه وانحازوا إلى طقطا، فقويت بهم عزيمته واشتدت بهم شكيمته وهم: ماجي وسدن، وأتراج، واقبغا. وطيطا، ومعهم ثلاثون ألف فارس، فعزم على المسير إليهم واتصل بهم أنه هاجم عليهم: وأنه قد جمع لهم من العساكر أعداداً، واستصحب من الجيوش أمداداً، وكان قد صحبته من الخانات ومقدّمي التمانات: مرتد طقطا، ومنجك، وجهركس، وينجي، وصلجوادي، ويبلق، وتلك تمر، وأقبغا، وألطنبغا، وقجماز، وإخوة الملك وهم: برلك، وصراي بغا، وتدان، والأمراء الذين انحازوا إليه من عسكر نوغيه: وقد ذكرناهم، وركب نوغيه وأولاده وهم: جكا، وتكا، وطراي وأمراؤه وعسكره وتأهبوا اللقاء.

اسم الکتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان المؤلف : العيني، بدر الدين    الجزء : 1  صفحة : 374
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست