responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان المؤلف : العيني، بدر الدين    الجزء : 1  صفحة : 348
وكان عمر داره المعروفة ببين القصرين في أيام الظاهر، وتجاوز الحد في عمارتها في كثرة المصروف من الذهب، وكان في تلك الأيام لا يعرف لأحد من الأمراء عمارة مع كبرهم وسعادتهم، فلامه الظاهر على ذلك وقال له: أصرفت مالك جميعه في عمرة دارك وما خليت للبيكار. فقال: خليت للبيكار صدقات مولانا السلطان، والله يا خوند ما عمرت هذه الدار حتى سمع بها من بلاد العدو. ويقال: إن بعض مماليك السلطان عمر دارا غرم عليها أموالا عظيمة، فرسم له بألفى دينار إعانة له.
ولم يعرف أنه شرب من كوز مرتين، وكان من أحسن الأشكال والفرسان المشهورين، وتوفى وعليه ديون كثيرة، وفيت عنه بعد وفاته، رحمه الله.
الأمير عز الدين أيدمر الجناحي.
مات بحلب وكان مع العسكر المجردين، وكان يتهم بذهب كثير، فلم يظهر له خير. وقال أستاذ الدار وكاتبه: كنا نعرف له صندوقين فيهما ذهب وجواهر، ولما كان ساكنا بالصالحية أودعهما عند أولاد الحافظ عبد الغني ولم نعلم لهما خبرا، فأحضر أولاد الحافظ عبد الغني وجماعة معهم بهذا السبب، فظهر أن الأمير عز الدين قد أخذ الصندوقين منهم وأودعهما عند فخر الدين العزازى التاجر بقيسارية الشرب، ولم يطلع على ذلك غير الأمير وخزنداره، وكان قال لخزنداره إكتر لنا جملا ممن لا نعرف، وقم نصف الليل، وحمل الصندوقين على الجمل وامض بهما إلى فخر الدين العزازى، ففعل الخزندار ذلك وقال له: هذه وديعة الأمير عندك إلى أن يعود من التجريدة، ثم مات الأمير وخزنداره. وقيل: إنه سقى سما.
ولما رأى فخر الدين أن أولاد الحافظ عبد الغني وجماعة آخرين قد اتهموا بهذا وهم بريئون، نهض واجتمع بالأمير سيف الدين جاغان - وهو يومئذ شاد الدواوين - وأخبره أن عنده صندوقين وديعة الأمير عز الدين أيدمر الجناحى الذي توفى بحلب، فقال له جاغان: جزاك الله خيرا أين الصندوقان؟ قال: عندي، فجهز معه العدول ووكيل بيت المال وحملوها، فكان فيهما من الذهب العين المصري ثلاثة وثلاثون ألف دينار وحلى وحوائص وكلوتات وكمرانات أكثر من ثلاثين ألف دينار، فعظم فخر الدين في أعين الناس بذلك الأمر.
الأمير شمس الدين كرتيه.
مات في هذه السنة بغزة، ودفن بها، وكان أميرا كبيرا، شجاعاً مقداماً، تترى الجنس.
الأمير بدر الدين الدواداري يعرف بالمغربي، كان أصله من المغرب، وعمل دواداراً للسلطان لاجين، وكان على عمارة جامع أحمد بن طولون، وكانت له معرفة وخبرة، ومن غريب ما اتفق له أن كاتب السر القاضي شرف الدين ابن فضل الله كان قد مرض وانقطع أياما؛ فأمر السلطان للدواداري هذا أن ينزل إليه ويسلم عليه من جهة السلطان، فنزل إليه فوجده على غاية ما يكون من الضعف، فرجع إلى السلطان. فقال له السلطان: ما رأيت من حاله؟ فقال يا خوند: ابصر كاتب سر غيره فإنه ما يجى منه شيء، وبعد سبعة أيام توفى الدواداري وطلع كاتب السر وسلم على السلطان وعزاه في الدواداري، فتعجب السلطان من أمره وقال: لا إله إلا الله كان الدواداري يريد أن يعزينا في كاتب السر، فعزانا كاتب السر فيه.
الأمير بهاء الدين قرا أرسلان المنصوري.
مات بدمشق في هذه السنة، وكان من أكابر الأمراء المنصورية، ولما مسك سيف الدين جاغان بدمشق مع من مسك من الأمراء، لما قتل السلطان لاجين ركب قرا أرسلان هذا في موكب النيابة والعصابة على رأسه، وحكم وكتب على القصص، وسولت نفسه أن يكون نائباً مستقلاً، وأن الأمراء لا يستكثرون نيابة دمشق عليه لأنه كان يدعى أنه أحق من بيبرس وأوقوش الأفرم والبرجية، ولم تطل مدته، وتوفى بقولنج أصابه.
الأمير سيف الدين تمربغا.
مات في هذه السنة، بطرابلس، وكان من الصور المبدعة في الحسن والجمال، وكان السلطان لاجين من الناظرين إليه، فحسده منكوتمر على ذلك واختار بعده عنه، فسيره صحبة الملك الناصر إلى الكرك، ثم نقله من بعد ذلك إلى طرابلس فتوفى بها.
وقال صاحب النزهة: كان في الكرم والفتوة والمكارم السنية على جانب عظيم، وكان يميل إلى اللهو والطرب، مولعاً بالشراب.

اسم الکتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان المؤلف : العيني، بدر الدين    الجزء : 1  صفحة : 348
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست