responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان المؤلف : العيني، بدر الدين    الجزء : 1  صفحة : 331
ثم قال كرجى للحسام الأستاذ دار: نقوم إلى دار منكوتمر ونحرقها إلى أن نخرجه، فقال له الحسام: يا أمير ما يحتاج، أنا أروح إليه وأخرجه، ومشى إلى أن وصل إلى الباب فوجد المماليك قد لبسوا، واعتدوا للقتال، فعرفه نفسه، وقال: قولوا للأمير سيف الدين يكلمني، ففتح الشباك؛ فسلم على منكوتمر وعرفه بما جرى من قتل السلطان وما ذكره كرجى من إحراق بيته، فصار يتلطف به حتى أذعن لخروجه على شرط أن يشفع الأمراء فيه، فخرج وقد شد وسطه بمنديل، ومشى صحبته إلى أن وصل إلى باب القلة، فوجد سائر الأمراء جلوسا والأمير طقجى جالس مكان النيابة، فلما رأوه قاموا إليه وتلقوه، فأخذ يد طقجى وباسها، فقام إليه وأجلسه إلى جانبه، وشرعت الأمراء مع الأمير حسام الدين الأستاذ دار يترققون السؤال لطقجى أن يلطف بأمره مع كرجى ويسأله في إبقاء نفسه عليه، فأجاب إلى ذلك.
وكان كرجى في ذلك الوقت غير حاضر، واتفق الحال أن يكون منكوتمر في الحبس إلى حين حضور كرجى، ثم يسألونه فيه، وأرسلوه مع جماعة إلى الجب بالقلعة، وكان في الجب جماعة من الأمراء منهم الأمير شمس الدين الأعسر، والأمير عز الدين الحموي نائب الشام، فلما نزل منكوتمر عندهم عرفوه، وقالوا: كيف جئت عندنا؟ فقال لهم: إن السلطان غضب عليه لأمر بلغه عنه وحلف أنه لا بد من حبسه، فأمسكوا عنه، وقصد الأعسر أن يوقع به في ذلك الوقت، فمنعه الحموي من ذلك، ورجوا أن أستاذه يرضى عليه ويكون هو الواسطة في إفراجهم من الحبس.
ولم يلبث فيه يسيرا إلا وقد أرخوا القفة التي كانوا قد نزلوه بها وصاحوا من رأس الجب على منكوتمر بالصعود، فقاموا إليه وأكرموه، وهم يظنون أن القول الذي ذكره لهم صحيح، فلما أخرجوه وجد كرجى واقفا ومعه جماعة من المماليك السلطانية، فلما وقع نظره عليه أخذ يسبه ويهينه، فلم يلتفت إليه منكوتمر؛ بل كلمه بعزة نفس لأنه تحقق أنه لا يبقى عليه، فضربه بدبوس حديد كان في يده ورماه إلى الأرض، ثم ذبحه بيده على باب الجب، وتركه ومشى إلى الأمراء. وكانت الأمراء سألوا كرجى أن يبقى عليه قبل مجيئه إلى الجب. فقال لهم: إن السلطان ما عمل معي سوءا، بل والله أحسن إلى غاية الإحسان فكبرني وأنشأني، وإنما قتلته حتى أبلغ مرادي من منكوتمر، وما أحليه في الدنيا، ولو علمت أني إذا قتلت منكوتمر يخليني السلطان بعده بالحياة لما قتلته ولا شوشت عليه.
وقال بعض الرواة: كان السلطان لاجين يوم الخميس صائما فأفطر ليلة الجمعة. ولما كان بعد صلاة العشاء الآخرة دخل عليه الأمير سيف الدين كرجى مقدم البرجية، وكان السلطان يلعب بالشطرنج وعنده قاضي القضاة حسم الدين الرازي الحنفي، وكان كرجى قد اتفق مع نغاى الكرموني سلاح دار السلطان، وكان صاحب النوبة تلك الليلة. فقال السلطان: يا أمير كرجى ما عملت؟ فقال: بيت البرجية وغلقت عليهم، وكان قد أوقف أكثرهم في دهليز الدار، فشكره السلطان وأثنى عليه للحاضرين، وقام يصلح الشمعة والنمجاة إلى جانبها، فرمى عليها فوطة، وقال للسلطان: ما تصلى؟ فقال السلطان: نعم، فقام ليصلي فضربه بالسيف على كتفه، فطلب السلطان النمجاة فلم يجدها، فقام من هول الضربة، فمسك كرجى ورماه تحته فخطف نوغاى الكرموني النمجاة وضرب بها السلطان على رجله فقطعها، فانقلب السلطان على ظهره قتيلا يخور في دمه، فصاح القاضي حسام الدين فأرادوا قتله، ثم أمسكوا عنه وتركوه مع السلطان وأغلقوا عليهم الباب.
قال القاضي: كنت عند السلطان فما شعرت إلا وستة أسياف نازلة على السلطان، وهو منكب على لعب الشطرنج، فقتلوه.
وكان رؤوس الذين اتفقوا على قتله طقجى، وكرجى، ونوغاى، وقراطرنطاى، وججك، وأرسلان، وأقوش، وبيليك الرسولي.
ذكر ترجمة السلطان لاجين
كان أصله من مماليك السلطان الملك المنصور نور الدين علي بن السلطان الملك العز أيبك التركماني.

اسم الکتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان المؤلف : العيني، بدر الدين    الجزء : 1  صفحة : 331
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست