اسم الکتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان المؤلف : العيني، بدر الدين الجزء : 1 صفحة : 299
بسم الله الرحمن الرحيم الفقير إلى الله محمد بن علي " يأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم - إلى - ما يؤمرون " " يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور "، ويمهل حتى يلتبس الإمهال بالإهمال على المغرور، وتحذره صفقة من باع الآخرة بالدنيا، فما أحد سواه مغبون، ولا سيما القضاة الذين تحملوا أعباء الأمانة على كواهل ضعيفة، وظهروا بصور كبار وهمم نحيفة، والله إن الأمر لعظيم، والخطب لجسيم، وإن خفى عنكم من ذلك فتأملوا كلام النبوة: القضاة ثلاثة. وقوله صلى الله عليه وسلم: لا تتأمرون على اثنين ولا تلين مال يتيم، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
هيهات جف القلم ونفذ أمر الله ولا راد لما حكم. وقال الفاروق: ليت أم عمر لم تلده، واستسلم عثمان رضي الله عنه وقال: من أغمد سيفه فهو حر. وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: والخزائن بين يديه مملوءة، من يشتري مني سيفي، وقطع الخوف نياط عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، فمات من خشية الغرض، فاجعلوا أكبر همومكم الاستعداد للمعاد والتهيؤ للجواب للملك الجواد، فهو يقول " فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون ". هذه نصيحتي إليكم وحجتي عليكم إذا وقفت بين يدي الله تعالى.
وفيها: بلغ النيل ثمانية عشر ذراعا وإصبعا واحدة.
وفيها: حج بالناس من مصر الأمير عز الدين أيبك الخزندار المنصوري، ومن الشام الأمير سيف الدين بهادر العجمي، رحمه الله.
ذكر من توفي فيها من الأعيان
الشيخ الإمام العالم العامل العلامة مفتي المسلمين زين الدين أبو البركات المنجي بن الصدر عز الدين ابن عمر عثمان بن أسعد بن المنجى بن بركات بن المؤمل التنوخي، شيخ الحنابلة وعالمهم.
ولد سنة إحدى وثلاثين وستمائة، وسمع الحديث، وتفقه، وبرع في فنون كثيرة من الأصول والفروع والعربية والتفسير، وصنف في الأصول، وشرح المقنع، وله تعاليق في التفسير، توفى يوم الخميس الرابع من شعبان، وتوفيت معه زوجته أم محمد ست البهاء بنت صدر الدين الخجندى من غير مرض، فغسلا في وقت واحد وحملا إلى الجامع، وصلى عليهما عقيب الجمعة، ودفنا بسفح قاسيون في تربة واحدة شمالي الجامع المظفري.
الشيخ الصالح إسرائيل بن علي بن حسن الخالدي.
له زاوية خارج باب السلامة يقصد فيها للزيارة، وكان مشتملا على عبادة وزهادة لا يقوم لأحد من الناس ولو كان من كان، وعنده سكون ومعرفة، لا يخرج من منزله إلا للجمعة حتى كانت وفاته في النصف من رمضان، ودفن بقاسيون.
قاضي القضاة شرف الدين أبو الفضل الحسن بن الشيخ الإمام الخطيب شرف الدين أبي بكر عبد الله بن الشيخ أبي عمر المقدسي.
سمع الحديث وتفقه، وبرع في الفروع والنحو واللغة، وتولى القضاء بعد بجم الدين بن الشيخ شمس الدين في أواخر سنة تسع وثمانين، وكانت وفاته ليلة الخميس الثاني والعشرين من شوال وقد قارب الستين، ودفن بمقبرة جده بالسفح.
الشيخ الإمام العالم البارع الناسك أبو محمد بن أبي جمره المغربي المالكي.
توفى بالديار المصرية في ذي القعدة، وكان قوالا بالحق، أمارا بالمعروف، نهاء عن المنكر.
الصاحب محيي الدين أبو عبد الله محمد بن بدر الدين يعقوب بن إبراهيم بن هبة الله بن طارق بن سالم بن النحاس الأسدي الحلبي الحنفي.
ولد سنة أربع عشرة وستمائة بحلب، واشتغل وبرع، وسمع الحديث، وأقام بدمشق مدة، ودرس بمدارس كبار منها الريحانية والظاهرية، وولى القضاء بحلب، والوزارة، ونظر الخزانة، ونظر الدواوين، ونظر الأوقاف، ولم يزل مكرما معظما، معروفا بالفضيلة والإنصاف في المناظرة، محبا للحديث وأهله على طريقة السلف الصالح، وكان يحب الشيخ عبد القادر وطائفته، وكانت وفاته ببستانه بالمزة عشية الاثنين سلخ ذي الحجة، وقد جاوز الثمانين، ودفن يوم الثلاثاء مستهل سنة ست وتسعين وستمائة بمقبرة له بالمزة، وحضر جنازته نائب السلطنة والقضاة.
قاضي القضاة تقي الدين أبو القاسم عبد الرحمن بن قاضي القضاة تاج الدين أبي محمد عبد الوهاب بن القاضي الأعز أبي القاسم خلف بن بدر العلائي الشافعي.
توفى في جمادى الأولى ودفن بالقرافة في تربتهم، رحمه الله.
الأديب تقي الدين شبيب بن حمدان بن شبيب الحراني.
مات بالقاهرة، وكان فاضلا، أديبا وشاعرا مجيدا، ومن شعره:
اسم الکتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان المؤلف : العيني، بدر الدين الجزء : 1 صفحة : 299