اسم الکتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان المؤلف : العيني، بدر الدين الجزء : 1 صفحة : 260
وفيها جهز نوغيه زوجته بيلق خاتون إلى الملك طقطقا برسالة تحملها إليه، وإشارة تشير بها عليه، فلما وصلت إلى الأردو تلقاها بالإكرام واحتفل لها في الضيافة والتقادم، وأقامت في الضيافة أياما، ثم سألها عن سبب مجيئها، فقالت له: يقول لك أبوك أنه قد بقى في طريقك قليل شوك، فنظفه، فقال: وما هو الشوك؟ فسمت له الأمراء الذين ذكرهم نوغيه لها وهم: كلتكاى، يوفق، قراكيوك، ماجار، بارين طقطقا، كبى، يوكو، طراتمو، التمر، تكا، بي طرا، بيملك تمر، بي طقتمر، بيغور افطاجى، باروه، ملجكا، برلغى، كبجك، سودق، قراجين، خاجزى، ابشقا، بيينجى، وهؤلاء هم الذين كانوا اتفقوا مع تلابغا على نوغيه.
فلما أبلغته بهذه الرسالة، وقصت عليه هذه المقالة طلب هؤلاء الأمراء، واحدا بعد واحد، وقتلهم جميعا.
فعادت بيلق خاتون إلى نوغيه، فأعلمته بقتلهم، فسكن قلقه، وزال فرقه، وتحكم أولاده، وأولاد أولاده.
وكان له من الأولاد الذكور ثلاثة وهم: جكا، وتكا، وكانا من أم واحدة، وطراى من امرأة أخرى، وابنة تسمى جغلجا، وابن بنت يسمى اقطاجى، وكانت ابنته هذه مزوجة لشخص يسمى طاز بن منجك، فقويت شوكتهم وتمكنت مهابتهم وسطوتهم.
وفيها: حج بالناس في الركب المصري الأمير بدر الدين بكتاش المعروف بالطيار، وفي الركب الشامي الأمير الباسطي، وكان ممن حج في هذه السنة الشيخ تقي الدين بن تيمية، ونالهم في مكة ريح شديدة جدا، مات بسببها جماعة، وحملت جماعة من أماكنها، وطارت العمائم، واستل كل أحد بنفسه. ذكر من توفي فيها من الأعيان
الشيخ الصالح القدوة العارف، أبو إسحاق إبراهيم بن الشيخ الصالح أبي محمد عبد الله بن يوسف بن يونس بن سليمان بن البكر الأرموى. المقيم بزاويته بسفح قاسيون، وفيها كان ميلاد الشيخ، وكانت وفاته بها أيضا.
ومولده سنة خمس عشرة وستمائة، كانت له عبادة وانقطاع، وله أوراد وأذكار، وكان محببا إلى الناس.
وله شعر جيد منه:
سهرى عليك ألذ من سنة الكرى ... ويلذ فيك تهتكى بين الورى
وسوى جمالك لا يروق لناظرى ... وعلى لساني غير ذكرك ما جرى
وحياة وجهك لو بذلت حشاشتي ... لمبشري برضاك كنت مقصرا
أنا عبد حبك لا أحول عن الهوى ... يوما ولو لام العذول وأكبرا
الشيخ الفاضل المقرئ كمال الدين علي بن الشيخ ظهير الدين محمد بن المبارك ابن سالم بن أبي الغنائم الدمشقي، المعروف بابن الأعمى.
ولد سنة عشرة وستمائة، وتوفى في المحرم منها، ودفن بمقابر الصوفية.
وكان فاضلا بارعا، له قصائد يمتدح بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، سماها الشفعية، عدد كل قصيدة اثنان وعشرون بيتا. قال البرزالي: سمعت عليه أوله المقامة المشهورة في الفقراء المجردين.
ومن شعره قوله:
أنا في حالة اللذة والتهاني ... لست أثنى عن الغرام عناني
لا يروم السلو قلبي ولا يف ... تر عن ذكر من أحب لساني
وسواء إذا المحبة دامت ... نظري بالعيان أو بالجنان
فاقتراب الديار لفظ وقرب ال ... ود معنى، فاسلك سهيل المعاني
لست ممن أرضى بطيف خيالٍ ... قانعاً في هواهم بالهوان
إن طيف الخيال دل على أن ... الكرى قد يلم بالأجفان
غير أني تشتاق عيني إلى ... من حل في مهجتي أعز مكان
وبروحي ظبيٌ يغار غصون ال ... بان منه ويخجل النيران
ذو قوام يغنيه عن حمله الرم - ح وجفن وسنانه كالسنان
كتب الحسن فوق خديه بين ال ... سماء والنار فيهما جنتان
حرس الورد منهما نرجس اللح ... ظ فلم سيجوه بالريحان
عارضٌ عوذته ياسين لما ... أن تبدا كالنمل أو كالدخان
يلبس الحسن كل وقت جديداً ... فلهذا أخلقت ثوب الثواني
يا خليلي خلياني ووجدى ... وامزجا لي بذكره واسقياني
وإذا ما قضيت سكراً من الوج ... د فلا تحزنا ولا تدفناني
فأيادي ذا الناصر الملك تح ... ييني كاحيائها الندى وهو فان
وقال في حمام ضيق شديد الحر ليس فيه ماء بارد:
اسم الکتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان المؤلف : العيني، بدر الدين الجزء : 1 صفحة : 260