responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان المؤلف : العيني، بدر الدين    الجزء : 1  صفحة : 215
ثم ولى السلطان في شد الدواوين بالشام الأمير سيف الدين طوغان المنصوري.
ومنها أن السلطان أمر جماعة من الخاصكية يوم الأحد الحادي عشر منذ ي القعدة، منهم: طقجى، وبلرغى، وعمر.
ومنها: أنه أفرج عن جماعة محبوسين من أيام والده، منهم: ابن الملك المغيث، وكان قد حبس في سنة تسع وستين، وكان له في الحبس نحو من عشرين سنةً، وكان لهم خادم يسمى بلال المغيثى في خدمة السلطان، وهو الذي ذكره به، فسأل السلطان عن الشجاعي ما سبب حبسه هذه المدة وما كان ذنبه؟ فقال: ليس له ذنب، وإنما حبس لكونه ابن ملك، وله حاشية، فخشى من أمره بسبب ذلك، فتبسم الأشرف وأمر بإحضاره، فلما رآه وجده شكلاً حسناً، وقال للطواشى: خذ ابن أستاذك وأنزل به إلى أهله ولا تخله يجتمع بأحد.
ثم سأل من بقى في الحبس، فقيل الأمير علم الدين سنجر الحلبي والأمام الحاكم بأمر الله، فرسم بالإفراج عن الحلبي. ولما حضر بين يديه رآه شكلاً غريباً في الطول والعرض، ولوائح الشجاعة عليه، فسأل الشجاعي ما سبب حبسه؟ فقال: إن السلطان لشهيد كان يخشى أمره لما فيه من الشجاعة والإقدام في الوقائع والحروب، فتوهم منه أن يجمع عليه أمراء وحاشية ويطمع في الملك، فحبسه، وكان حبسه في سنة ثلاث وثمانين وستمائة، فأقبل إليه السلطان وطيب خاطره، وخلع عليه، ورسم له بتقدمة ألف على عادته.
ثم في يوم الجمعة طلب النائب والشجاعي، واستشارهما في إخراج الإمام الحاكم من الكرب الذي هو فيه، فأشارا عليه بذلك، فأخرجه قبل الصلاة وسير له مركوبا، فركب في القلعة والأمراء والقضاة بين يديه إلى أن اجتمع بالصلاة في المقصورة، ثم أشار إليه السلطان بأن يصعد على المنبر، فكان من أمره ما ذكرناه في هذا الفصل.
ومن المحبوسين الأمير زين الدين كتبغا، وقد ذكرنا أن الأشرف كان حبسه، فشفع فيه بيدرا والشجاعي، فأطلق.
وكذلك رسم بالإفراج عن الأمير سيف الدين جرمك الناصري.
ومنها: أن السلطان ولى خطابة جامع دمشق للشيخ زين الدين عمر بن المرحل وكيل بيت المال، عوضا عن جمال الدين عبد الكافي، وولى نظر الجامع للشيخ وجيه الدين بن المنجى، عوضا عن ناصر الدين بن المقدسى، فباشره وأثمر وقفه، واشترى له ثلث قرية المنيحة بمائة وخمسين ألف درهم.
وفي ذي الحجة: أرسل تقليدا لنائب الشام باستمراره على ما كان عليه، وزاده قرية حرستا.
ومنها: أنه احترقت دار صاحب حماة، وذلك أنه وقعت فيها نار في غيبته فلم يتجاسر أحد يدخلها، فعملت النار فيها يومين، فاحترق كل ما فيها، وكان صاحب حماة في الصيد.
وذكر الشيخ شمس الدين الحريري في تاريخه: أن في شعبان من هذه السنة اشتد الحر بحماة حتى شوى اللحم على بلاط الجامع.
ومنها: أن الإفرنج أخذت جزيرة جربة من صاحب تونس من عمل ملوتة، وثارت الفرنج أيضا بعكا، وقتلوا جماعة من المسلمين كانوا قدموا للمتجر، وكان ذلك من أقوى الأسباب في فتحها وقتل أهلها.
ومنها: أنه خالف على أبي يعقوب المرينى عامله على مراكش وكان يقال له أبي عطو، وكاتب ولده أبا عامر عبد الله يستدعيه ليسلم إليه المدينة، فسار إليه أبو عامر، فانحاز إليه أهل مراكش، وأهل السوس الأقصى، وأهل الجبال والعربان، وتسلل إليه جماعة من بني مرين، فقويت شوكته، وجاهر أباه بالمخالفة والمشاققة، فسار إليه أبوه بنفسه، وكان بينهما واد يسمى وادي أم الربيع، والوقت شتاء فعبر النهر المذكور بنفسه بمن معه، ولقيه ولده فيمن انضم إليه من مراكش، وكانت الكسرة على الولد أبي عامر، وقتل خلق كثير ممن كان معه، وانتهت به الهزيمة إلى جبال سكسيرة، فأقام بها أياما، ثم ضاق به الحال ورأى أن لا مناص له من يد والده، فاستشفع إليه بجماعة من الصالحين، وهبط إليه، فأمر ولده عبد الرحمن، وهو ولي عهده - فقبض عليه وعلى من معه، فأما هو فأطلقه، وأما الذين كانوا معه فقتلهم جميعا.
وفيها عاد أبو عامر إلى العصيان على أبيه وانهزم من بين يديه طالبا بلاد المغرب، ونزل على موالي لبنى عبد الواد مقيمين بالقبلة.
وفيها: كان النيل خمسة عشر ذراعا وستة عشر إصبعا، وتوقف بعده توقفا كثيرا، وخشى من نزوله، وشرقت بلاد كثيرة وتحسن سعر الغلة، ثم لطف الله وعاد الرخص.
وفيها: حج بالناس من دمشق الأمير بدر الدين بكتاش الزومانتى، ومن الديار المصرية الأمير علم الدين سنجر الباشقردي.

اسم الکتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان المؤلف : العيني، بدر الدين    الجزء : 1  صفحة : 215
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست