اسم الکتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان المؤلف : العيني، بدر الدين الجزء : 1 صفحة : 20
وفي تاريخ بيبرس: وكان السبب في إسلام بركة خان أن الشيخ نجم الدين الكبراء كان قد ظهر صيتهُ وارتفع ذكرهُ، ففرق مريديه إلى المدن العظام، ليطهروا بها شعائر الإسلام، وأرسل سعد الدين الحموى إلى خراسان، وكمال الدين السرياقى إلى تركستان، ونظام الدين الجُندى إلى قفجاق، وسيف الدين الباخرزى إلى بخارى، فلما استقر الباخرزي ببخارى أرسل تلميذاً له كبير المحل عنده إلى بركة خان، فاجتمع به ووعظه، وحبب إليه الإسلام، وأوضح له منهاجه، فأسلم على يده، واستمال بركة عامة اصحابه إلى الإسلام، وقصد أن يُبر الشيخ بشىء قبالة ما أسداه إليه، فأمر له ببايزة بالبلاد التي هو فيها ليكون وقفاً على الفقراء والصلحاء وتجبى أموالها إليه، وأرسل البايزة إلى الباخرزى، فلما وصلته قال لرسوله: ما هذه؟ قال: هذه تكون في يد الشيخ تحمى كل مَن يكون من جهته. فقال: اربطها على حمار، ثم أرسله إلى ابريَّة، فإن حمته من الذهاب فأنا أقبلها، وإن كانت لا تحمى الحمار فما عساه لى فيها، وأبى أن يقبلها، فعاد الرسول وأخبر بركة بماقال الشيخ، فقال بركة: أنا أتوجَّه إليه بنفسى، فسار نحوه، ووصل إلى بخارى، وأقام بباب الشيخ ثلاثة أيام، وهو لا يأذن له في الدخول إليه، حتى تحَّدث معه بعض مُريديه، فقال: إن هذا ملكٌ كبير، وقد أتى من بلد بعيد يلتمسُ التَبرك بالشيخ والحديث معه، فلا باس بالإذن له، فأذن له عند ذلك، فدخل إليه وسلم عليه، وكان الشيخ متبرقعاً فلم يكشف له عن وجهه، ووضع بين يديه مأكولًا، فأكل منه، وجدَّد إسلامه على يده، وعاد عنه إلى بلده. ذكر بقيّة الحوادث
منها: أنه وردت الأخبار من مكة، شرفها الله، بأن ناراً ظهرت في أرض عدن في بعض جبالها بحيث أنه يظهر شررها إلى البحر في الليل، ويصعد منها دخان عظيم في اثناء النهار، فما شكّوا أنها النار التي ذكر النبيّ صلى الله عليه وسلم أنها تظهر في آخر الزمان، فتاب الناسُ، وأقلعوا عما كانوا عليه من المظالم والفساد، وشرعوا في أفعال الخير والصدقات.
ومنها: أن الشريف المرتضى وصل من الروم ومعه بنت علاء الدين كيقباذ صاحب الروم ملكة خاتون التي خطبها الملك الناصر يوسف صاحب دمشق، فزفت إليه بدمشق، ودخل بها، واحتفل لها احتفالاً عظيماً.
قال السبط: وتلقاها قضاة البلاد، والولاة، والنواب، بالهدايا والإقامات، من الروم إلى دمشق.
ومنها: أن الملك المنصور صاحب حماة ولَّى قضاء حماة للقاضى شمس الدين إبراهيم بن هبة الله بن البازري بعد عزل القاضى المُحيى حمزة بن محمد.
ومنها: أن هلاون شن الغارات على بلاد الإسماعيليِّة وقلاعهم ومعاقلهم، وهم المسمُّون بالملاحدة، فنهب وسبى، وفتح في هذه السنة قلعتين من قلاعهم إحداهما تسمى قلعة صرطق والأخرى قلعة تون، واستمر على النهب والغارة ومضايقة القلاع.
وفيها:) (.
وفيها: حج بالناس) (.
ذكر من توفى فيها من الأعيان
الخُسْرُوشَاهِى المتكلم عبد الحميد بن عيسى شمس الدين.
أحد مشاهير المتكملين، وممن اشتغل على الفخر الرازى في الصول وغيرها، ثم قدم الشام فلزم الملك الناصر داود بن الملك المعظم وحظى عنده.
وقال أبو شامة: وكان شيخاً نبيهاً فاضلاً متواضعاً حسن الظاهرة.
وقال السبط: كان كيساً، محضر خير، لم ينقل عنه أنه أذى أحداً، فإن قدر على نفع وإلا سكت.
توفى رحمه الله بدمشق، ودفن بقاسيون على باب تربة المعظم.
الشيخ كمال الدّين محمد بن أحمد بن هبة الله ابن طلحة الذى ولى الخطابة بدمشق بعد الدولعى، ثم عزل وصار إلى الجزيرة، فولى قضاء نصيبين، ثم صار إلى حلب، فتوفى فيها في هذه السنة.
وقال أبو شامة: وكان فاضلاً، عالماً، طُلِبَ أن بلى الوزارة فامتنع من ذلك، وكانت وفاته في السابع والعشرين من رجب منها.
السَّدِيُد بن علان، آخر من روى عن الحافظ ابن عساكر سماعاً، مات في هذه السنة بدمشق.
الناصِحُ فرج بن عبد الله الحبشى.
كان كثير السماع مسنداً خيراً صالحاً، مواظباً على سماع الجديث وإسماعه إلى أن مات بدار الحيدث النوريّة بدمشق في هذه السنة.
القاضى الفقيه أبو القاسم محمد بن أبي إسحاق إبراهيم الحموى الشافعى المعروف بابن المنقشع المنعوت بالعباد.
اسم الکتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان المؤلف : العيني، بدر الدين الجزء : 1 صفحة : 20