responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان المؤلف : العيني، بدر الدين    الجزء : 1  صفحة : 132
وفي مستهل ربيع الأول خرج من دمشق فتوجه إلى شيرز وحمص وحصن الأكراد وحصن عكّار وكشفهم، ثم عاد إلى دمشق بعد عشرة أيام، وجاء إليه الأخبار بأن التتار أغاروا على عينتاب، ثم توجهوا إلى عمق حارم، ومقدّمهم يسمىّ صمغار، فوقعوا على طائفة من التركمان بين حارم وأنطاكية، فاستأصلوهم، فكتب السلطان إلى الديار المصريّة يستدعي الأمير بدر الدين بيسري الشمسي وثلاثة آلاف فارس من العسكر، فوصل البريدي إلى الأمير بدر الدين الثالثة من ليلة الأربعاء الحادي والعشرين من ربيع الأول، فتجهز وخرج بكرة الأربعاء هو والعسكر المطلوب، فسافروا ووصلوا إلى دمشق في رابع ربيع الآخر، وأما التتار فإنهم أغاروا على حارم والمروج وقتلوا جماعة، فتأخر نائب حلب والعسكر إلى حماة، وجفل اهل دمشق، فلما وصل البيسري والعسكر إلى دمشق سار السلطان بالعساكر إلى حلب، وجرّد إلى كل جهة عسكرا صحبة أمير من أمرائه، فجرد الحاج طيبرس الوزيريّ وعيسى بن مهنئّ إلى مرعش، فقتلا من وجداه بها من التتار، وانكفّوا بحركة السلطان، وكان الفرنج قد تحركوا بالسّاحل وأغاروا على قانون وقتلوا الأمير حسام الدين أستاذ الدار وبعض من كان معه، فلما لحقتهم العساكر تفرقوا وعادوا، ولما سكّن السلطان هذه الثوائر عاد إلى الديار المصريّة.
ذكر عود السلطان إلى مصر
ولما فرغ شغله من الشام عاد إلى الديار المصريّة، فوصل إلى قلعة الجبل الثالث والعشرين من جمادى الأولى، وأقام فيها إلى شعبان ينظر في مصالح المسلمين، ثم خرج.
ذكر خروج السلطان من الديار المصريّة
إلى الشاميّة ثاني مرة
وفي شهر شعبان خرج السلطان وتوجّه إلى أراضي عكا، فأغار عليها فسأله صاحبها المهادنة، فأجابه إلى ذلك، فهادنه عشر سنين وعشرة أشهر وعشرة أيام وعشر ساعات، ثم عاد إلى دمشق فقرئ كتاب الصلح بدار السعادة، فاستمر الحال على ذلك.
وقال بيبرس: وعاد السلطان إلى الشام وخرج من قلعة الجهل في شهر شوال ونزل على الروحاء مقابل عكا لأنه مكان كثير المياه والأعشاب، فحضرت إليه رسل الفرنج، فزادهم ثماني ضياع وأنعم عليهم بشفرغم ونصف اسكندرونة، وتقررت الهدنة مع صاحب قبرس.
وفيها: حضرت إليه رسل البرواناه النائب بالروم، ورسل صمغار مقدم التتار المقيم بها، فجّهز الأمير فخر الدين إياز المقرى، والمبارز الطورى أمير طبر صحبة رسلهما بهدية إليهما وإلى أبغا بن هلاون، فدخلا قيساريّة واجتمعا بصمغار والبرواناه وأوصلا اليهما الهديّة، وابلغاهما جواب لرسالة وتوجهّا إلى الأردو، واجتمعا بأبغا وأوصلا إليه هديته وهي جوشن ريش قنفذ، وخوذة كذلك، وسيف، وقوس، وتركاش، وتسع فردات نشابا.
وفيها: وصل إلى السلطان الخبر أن الإفرنج المرشيلية أخذوا مركبا في البحر، فيه رسل الملك منكوتمر ملك التتار ببلاد الشمال، والترجمان الذي توجّه إليهم من جهة السلطان، فأحضروهم أسرى إلى عكا، فأرسل إلى الإفرنج يطلبهم منهم، فاطلقوهم وأرسلوهم وما أخذوا له شيئاً.
وفيها: سيّرت فداويّة إلى ورد ملك الفرنج بهديّة، فقفز عليه أحدهم فقتله، وقتل الفداويّ لوقته، وكان ذلك جزاء لما فعله من الغارة على قاقون وقتل الحسام أستاذ الدار وجزاء سيّئة سيّئة مثلها.
وفيها: توجّه السلطان إلى حصن الأكراد وأمر بعمارتها، وعاد إلى دمشق قدخلها في خامس المحرم من سنة إحدى وسبعين وستمائة، ثم توجه إلى مصر على ما نذكره إن شاء الله في أوّل السنة الآتية.
ذكر بقية الحوادث
منها: أنه كانت وقعة شديدة بين أبغا بن هلاون وبين براق بن يسنتاى بن ما ينقان بن جفطاي بن جنكزخان.
ومنها: أنه استقرّ بغرناطة وما معها محمد بن محمد بن نصر بن الأحمر، فثار عليه ابن عمّة له يعرف بابن الشقيلولة، واستعان عليه بأبي يوسف المريني وأعطاه مالقة وحصونها، فسار إليه وعاضده، ولما دخل الأندلس جعل مقامه على إشبيلية، وهذه المدينة مدينة عظيمة عدة قراها اثنى عشر ألف قرية، وجهّز أبو يوسف من جيوشه من يشنّ الغارات من كل جهة وأقام بها عامين، ثم عاد إلى البلاد، ثم أن محمدا الأحمر لاطف أبا يوسف المرّيني واستماله إليه، وسأله إنجاده فأنجده نجداتٍ كثيرة.
ومنها أن زراقة بقلعة الجبل ولدت وارضعت من بقره، قاله قطب الدين، وقال: هذا شيء لم يعهد بمثله وكان ذلك في جمادى الاخرة منها.

اسم الکتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان المؤلف : العيني، بدر الدين    الجزء : 1  صفحة : 132
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست