responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان المؤلف : العيني، بدر الدين    الجزء : 1  صفحة : 110
لما خرج السلطان من دمشق للقاء العسكر المجرد إلى سيس نزل على قارا، فشكى إليه أهل الضياع التي حلوها أن أهلها يعدون عليهم، ويتخطفونهم، ويبيعون من وقع لهم إلى الفرنج بحصن عكار؛ فأمر العسكر بنهبهم، فنهبوا، وقتل كبارهم، وسبى نساؤهم وصغارهم.
قال أبو شامة: وفي رابع ذي الحجة من سنة أربع وستين وستمائة، أوقع السلطان الظاهر بأهل قارا النصارى، فقتل وسبى وغنم، وكانوا كما شاع عنهم يأخذون من قدروا عليه من المسلمين، ويصبحون بهم إلى بلاد الفرنج، وكان بعض الأسارى الذين خلصوا من قلعة صفد أخبروا أن سبب وقوعهم في الأسر أهل قارا، ففعل السلطان بهم ذلك.
ذكر توجه السلطان إلى مصر
ولما فرغ شغله في دمشق خرج منها، وفارق العسكر على الدرب، وتوجه جريدة إلى الكرك، وعاد منها إلى الديار المصرية، فتقنطر عن فرسه قريبا من زيزا فأقام هناك أياما، وركب محفة في الطريق بسبب ألم تألم في وركه، ولما وصل إلى مسجد التبر، الذي تقوله العامة مسجد تبن، لم يرد أن يدخل إلى القاهرة على تلك الحال، فأقام ليالي إلى أن صح وركه، وزال وعكه، وطلع القلعة ممتطياً صهوة جواده، مكمدا قلوب حساده، ففك عن ليفون ابن صاحب سيس قيده وأحسن إليه، وأخذه صحبته وتوجه لرمى البندق ببركة الجب، وكتب له موادعة على بلاده.
وقال ابن كثير رحمه الله: وطلب صاحب سيس أن يفادى ولده من السلطان فقال: لا نفاديه إلا بأسير لنا عند التتار يقال له: سنقر الأشقر، فذهب صاحب سيس إلى ملك التتار، فتذلل له وتخضع حتى أطلق له سنقر الأشقر، فأطلق السلطان ابن صاحب سيس.
ذكر بقية الحوادث
منها: أنه قدم ولد الخليفة المستعصم بن المستنصر بن الظاهر بن العباسى واسمه على إلى دمشق، وأنزل بالدار الأسدية تجاه المدرسة العزيزية، وقد كان أسيرا في أيدي التتار، فلما كسر بركة خان لهلاون تخلص منهم وصار إلى ههنا.
ومنها: أن السلطان أمر بإراقة الخمور وإبطال المنكرات، وتعفية آثار المسكرات، ومنع الحانات والخواطى بجميع أقطار مملكته بمصر والشام.
ومنها: أنه عُقد عَقد الأمير سيف الدين قلاون الألفى على ابنة سيف الدين كرمون التترى الوافد، وهي والدة الملك الصالح علاء الدين علي. وكان يوما مشهودا، وحضر السلطان، وجلس على الخوان، وكان ذلك في الدهليز بسوق الخيل.
ثال بيبرس: وقدم السلطان للأمير قلاون تقدمة من خيل، وتعابى قماش وأربعة من المماليك السلطانية، فقبل التقدمة، واستعفى من قبول المماليك، وقال هؤلاء خوشداشيتى في خدمة السلطان، وشكر ما أولاه من الإحسان، وقدم كل أمير من الأمراء ثلاثة أروس خيلا وثلاث بقج قماشا.
ومنها: أنه وصلت رسل الأنبرور، والفرتش، وملوك الفرنج، واليمن، بالهدايا إلى صاحب الإسماعيلية، فأمر السلطان بأن تؤخذ الحقوق الديوانية من هذه المراكب إفسادا لنواميس الاسماعيلية، وتعجيزا لمن اكتفى شرهم بالهدية.
ومنها: أنه جمع، البرنس بيمند بن بيمند صاحب طرابلس جماع من الديوية والاسبتار، وقصد مخاضه بلاله، طالبا جهة حمص، وكان النائب بها الأميرعلم الدين سنجر الباشقردى، فبلغه الخبر، فسبق الفونسن إلى المخاصة فلما داناها عدت العساكر، فجر ذيول الهزائم، وكان يأمل أملا، فخاف، وقنع من الغنيمة بالإياب.
ومنها: أن السلطان رسم بعمارة مراكب بدمشق وحملها إلى البيرة، فعمرت وحملت اليها.
ومنها: أنه رسم ببناء جسر على الشريعة، وكان ماؤها قوى التيار، فاقتضت سعادته أن جاء سيل كثير فحدر صخوراً كباراً فصارت كالسكر، فوقفت جرية الماء وبنى الجسر.
ومنها: أنه بلغه أن خليج الاسكندرية قد ارتدم فتوجه بنفسه لحفره.
ومنها: أنه رسم لمتولى قوص وهو علاء الدين الخزندار بأن يتوجه إلى سواكن، ويساعد تجارالكارم على المجىء، ويروع علم الدين اسنبغانى صاحبها عن التعرض اليهم، فتوجه وصحبته عدة مراكب، وجهز إليه من القصير خمسة) . (فيهم الرجال المقاتلة، فدخلها وفعل مات رسم له وعاد.
ومنها: أنه أمر بجمع أهل العاهات فجمعوا بخان السبيل، وأمر بنقلهم إلى الفيوم، وأفرد لهم بلدا ليكونوا فيه، ويجري عليهم ما يحتاجون إليه، فلم يستقروا وتفرقوا، وعاد أكثرهم إلى القاهرة ومصر.

اسم الکتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان المؤلف : العيني، بدر الدين    الجزء : 1  صفحة : 110
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست