اسم الکتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان المؤلف : العيني، بدر الدين الجزء : 1 صفحة : 104
أما بعد حمد الله على نصرته المتناسقة العقود، وتمكينه الذي رفلت الملة الإسلامية منه في أصفى البرود، وفتحه الذي إذا شاهدت العيون مواقع نفعه وعظيم وقعه، علمت لأمر ما يستود من يسود، والصلاة على سيدنا محمد الذي جاهد الكفار، وجاهرهم بالسيف البتار، وأعلمهم لمن عقبى الدار، وعلى آله وصحبه صلاة تتواصل بالعشى والإبكار، فإن خير النعم نعمةٌ وردت بعد اليأُس، وأقبلت على فترة من تخاذل الملوك وتهاوُن الناس، فأكرمْ بها نعمة وصلت للملة المحمدية اسباباً، وفتحت للفتوحات أبوابا، وهزمت من التتار والفرنج العدوين، ورابطت من الملح الأجاج والعذب الفُرات بالبرين والبحرين، وجعلت عساكر الإسلام تذل الفرنج بغزوهم في عقر الدار، وتجوس من حصونهم المانعة خلال الديار والامصار، وتقود من فضل عن شبع السيف الساغب إلى حلقات الإسار، ففرقةٌ منها تقتلع للفرنج قلاعا وتهدم حصونا، وفرقة تبنى ما هدم التتار بالمشرق وتعليه تحصينا، وفرقة تتسلم بالحجاز قلاعاً شاهقة، وتتنسم هضابا سامقة، فهى بحمد الله البانية الهادمة، والقاسية الراحمة، كل ذلك بمن أقامه الله سيفا فقرى، وحملت رياح النصرة بركابه تسخيرا، فسار إلى مواطن الظفر وسرى، وكونته السعادة ملكا إذا رأته في دستها قالت: ما هذا بشراً، وهو السلطان الملك الظاهر ركن الدنيا والدين أبو الفتح بيبرس، جعل الله سيوفه مفاتيح البلاد، وأعلامه أعلاما على رأسها من الأسنة نار لهداية العباد، فإنه آخذ البلاد ومعطيها، وواهبها بما فيها، وإذا عامله الله بلطفه شكر، وإذا قدر عفا وأصلح، فوافقه القدر، وإذا أهدت إليه النصرة فتوحات قسمها في حضاريها لديه متكرما وقال: الهدية لمن حضر، وإذا خوله الله تخويلا وفتح على يديه قلاعا، جعل الهدم للأسوار، والدماء للسيف البتار، والرقاب للإسار، والبلاد المزدرعة للأولياء والأنصار، ولم يجعل لنفسه إلا ما تسطره الملائكة في الصحائِف لصفاحه من الأجور، وتطوى عليه طويات السير التي غدت بما فتحه اللهم من الثغور بإسمه، باسمه الثغور.
فتى جعل البلاد من العطايا ... فأعطى المدن واحتقر الضياعا
سمعنا بالكرام وقد أرانا ... عيانا ضعف ما فعلوا سماعا
إذا فعل الكرام على قياس ... جميلاً كان ما فعل ابتداعا
ولما كان بهذه المثابة، وقد فتح الفتوحات التي أجزل الله بها أجره، وضعاف ثوابه، وله أولياءُ كالنجوم ضياء، وكالعقود تناسقاً وكالويل تلاحقاً إلى الطاعة وتسابقاً رأى أن لا ينفرد وكالأقدار مضاء، عنهم بنعمة ولا يتخصص، ولا يستأثر بمنحة غدت بسيوفهم تستنقد وبعزائمهم تستخلص، وأن يؤثرهم على نفسه، ويقسم عليهم الأشعة من أنوار شمسه، ويبقى للولد منهم وولد الولد، مايدومُ إلى آخر الدهر ويبقى على الأبد، ويعيش الأبناء في نعمته كما عاش الآباء، وخير الإحسان ما شمل وأحسنه ماخلد، فخرج الأمر العالى، لا زال يشمل الأعقاب والذراري، وينير إنارة الأنجم الدراري، أن يملك أمراءه وخواصه الذين يذكرون، وفي هذا المكتوب يسطرون، ما يعين من البلاد والضياع، على ما يشرح ويبين من الأوضاع وهو: الأتابك فارس الدين اقطاي الصالحي، عتيل بكمالها.
الأمير علاء الدين أيدغدى العزيزي، نصف زيتا.
الأمير بدر الدين بيسرى الشمسى، نصف طور كرم.
الأمير سيف الدين الدِكز الكركى، رُبع زيتا.
الأمير سيف الدين قليج البغدادي، ربع زيتا.
الأمير ركن الدين بيبرس خاص ترك الكبير، أفراسين.
الأمر علاء الدين أيدكين البندقدار نامه الشريفة.
الأمير عز الدين أيدمر الحلى، نصف قلنسوة.
الأمير شمس الدين سنقر الرومى، نصف قلنسوة.
الأمير سيف الدين قلاون الألفى، نصف طيبة الإسم.
الأمير عز الدين يوغان سم الموت، نصف طيبة الإسم.
الأمير جمال الدين أقوش النجيبي، أم الفحم بكمالها.
الأمير علم الدين سنجر الحلبي، تبان بكمالها.
الأمير جمال الدين أقوش المحمدى الصالحى، نصف بورين.
الأمير علاء الدين أيدغدى الحاجب، نصف تيرين.
الأمير فخر الدين الطوينا الحمصى، نصف تيرين.
الأمير بدر الدين بيليك الأيدمرى، نصف بورين.
الأمير فخر الدين عثمان بن الملك المغيث، ثلث حله.
الأمير شمس الدين سلار البغدادى، ثلث حلبة.
الأمير صارم الدين صراغان، ثلث حلبة.
اسم الکتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان المؤلف : العيني، بدر الدين الجزء : 1 صفحة : 104