responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : طرسوس صفحة من جهاد المسلمين في الثغور المؤلف : جميل عبد الله محمد المصري    الجزء : 1  صفحة : 128
وحاول سيف الدولة استعادة هيبته فَكَرَّ على الروم عام 342 هـ[1] وعام 343 هـ، وحقق بعض الانتصارات، وقتل خلقا من أصحاب الدمستق، وأسر قسطنطين بن الدمستق ملك الروم، وآخرين من رؤساء البطارقة[2].
وفي عام 345 هـ، هاجم الروم ميافارقين، وركبوا في البحر إلى طرسوس، فقتلوا من أهلها 1800، وحرقوا قرى كثيرة حولها، وسبوا كثيرًا، في الوقت الذي كان رئيس طرسوس فيه في زيارة لسيف الدولة وهو في طريقه إلى حلب[3].
وساءت الأحوال الداخلية في العالم الإسلامي، وامتلأ رفضاً، وسباً للصحابة، من بني بويه، وبني حمدان، والفاطميين، والقرامطة، فاشتد ساعد الروم، فأغاروا عام 347 هـ على الثغور الإسلامية، ووصلوا حلب. وهزموا سيف الدولة هزائم متلاحقة[4]. وغزوا طرسوس والرها عام 348 هـ، وسبوا، وأخذوا الأموال[5]، فاشتد ضغط المسلمين على ولاتهم، ودعوهم للجهاد، وعمل الخطيب عبد الرحيم بن نباتة خطبه الجهاديات، يحرّض الإسلام على الغزاة[6]، وكان خطيباً لسيف الدولة[7]. وقام العالم عبد الرحمن بن محمد اللخمي العسقلاني بحثّ سيف الدولة على الجهاد[8]. وتحركت العامة في بغداد، وجمعوا الأموال للجهاد، فأخذها معز الدولة البويهي، وأنفقها على لهوه، ولما غضبت العامة عليه، قام بتسكينها، بأن أرسل جيشاً ادّعى أنه تمكن من إحراز بعض الانتصارات. وتحرك سيف الدولة عام 349 هـ، ومعه أهل طرسوس، فغزوا الروم من ناحية طرسوس[9]، واحرزوا انتصارات، وانتهوا إلى خرشنة. ولما أرادوا العودة، نصح أهل طرسوس سيف الدولة بالعودة معهم، لأنه بلغهم أن الروم ملكوا الدرب خلفه، فرفض وكان معجباً بنفسه، وبرأيه، فرفض النصيحة فأتى عليه الروم قتلاً، وأسراً، وتخلص هو في ثلاثمائة رجل من رجاله وغلمانه، بعد جهد ومشقة[10]. وسلم أهل طرسوس وقتل من وجوه قادته حامد بن النمس، وموسى بن سياكان، والقاضي أبو حصين- قاضي طرسوس-.

[1] البداية 11/227
[2] الكامل 6/ 346، ابن تغري 3/ 311، البداية 11/ 227، 228.
[3] الكامل 6/ 350، دول الإسلام 1/213، العبر 2/ 69، البداية 11/ 230.
[4] ابن تغري 3/ 319، العبر 2/ 75.
[5] ابن تغري 3/322، دول الإسلام 1/ 215، البداية 11/ 234.
[6] 1لعبر 2/78.
[7] العبر 2/143، البداية 11/303.
[8] الموجز في تاريخ الدول العربية وعهودها في بلادنا فلسطين ص 298.
[9] ابن تغري 3/ 324.
[10] الكامل 6/ 358.
اسم الکتاب : طرسوس صفحة من جهاد المسلمين في الثغور المؤلف : جميل عبد الله محمد المصري    الجزء : 1  صفحة : 128
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست