responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام المؤلف : التقي الفاسي    الجزء : 1  صفحة : 428
ومدرسة الملك المنصور عمر بن علي ابن رسول، صاحب اليمن بين هاتين المدرستين وعمارتها في سنة إحدى وأربعين وستمائة[1] على يد الأمير فخر الدين الشلاج أمير مكة، من قبل واقفها، ولأبيه الملك المظفر عليها وقف جيد، وربما نسبت إليه، وهي على الفقهاء الشافعية والمحدثين.
ومنها بالجانب الجنوبي منه: مدرسة الملك المجاهد صاحب اليمن، على الفقهاء الشافعية، وتاريخ وقفها في ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وسبعمائة[2].
ومنها بالجانب اليماني أيضا: مدرسة الملك الممدوح بجميع الصفات، مغيث أهل الحرمين الشريفين بجزيل الصلات، مولانا السلطان الملك المنصور غياث الدين[3] أبي المظفر أعظم شاه ابن السلطان السعيد الشهيد إسكندر شاه ابن السلطان شمس الدين المغفور صاحب بنجاله بلغه الله آماله وهي على الفقهاء من أصحاب المذاهب الأربعة، فكان المتولي لشراء عرضتها وعمارتها ووقفها من ندبه لذلك وغيره من مصالحها التي تذكر، وفوض إليه هذا النظر: خادمه المسكين، ونعته الأمين، الجانب العالي الافتخاري ياقوت السلطاني الغياثي، لا زالت الخيرات على يديه جارية، والنعم عليه متوالية، وكان الشراء لعرصتها والنخيل وسقيه يوقف عليها، ويأتي ذكرها باثني عشر ألف مثقال في أول شهر رمضان من سنة ثلاثة عشرة وثمانمائة، ثم أعيد عقد البيع على ذلك في شهر شوال من السنة المذكورة لموجب اقتضاه الحال، وفي شهر رمضان المذكور ابتدئ في هدم ما كان في موضعها من الأبنية، وفيه أيضا ابتدئ في بنائها، وفرغ من ذلك في آخر صفر سنة أربع عشرة وثمانمائة. وفي شهر ربيع من هذه السنة وجمادي الأولى منها بيض باطنها والصهريج الذي في جوفها وغالب ظاهرها، وعمل فيها أيضا كثيرا مما يطلب عمله في العمائر، وأحكمت منها العمارة، فاستحسنها ذوو البصائر، وكان وقفها في السابع عشر من المحرم سنة أربع عشرة[4]، بعد الفراغ من عمارة سفلها وغالب علوها، وقرر واقفها فيه أربعة من المدرسين، وهم قضاة مكة الأربعة يومئذ،

[1] إتحاف الورى 3/ 60، العقد الثمين 3/ 324، 325.
[2] في "منتخب شفاء الغرام ص 104" تعريف بالمدارس الثلاث خلافا لما هنا، وهي كما ذكرها: مدرسة الأمير فخر الدين عثمان بن علي الزنجيلي نائب عدن، وقفها على الحنفية سنة 579هـ، ومدرسة طاب الزمان الحبشية وقفتها عام 580هـ على فقهاء الشافعية، ومدرسة الملك المنصور صاحب اليمن عمرها سنة 641هـ على يد الأمير فخر الدين الشاج أمير مكة.
[3] قال السخاوي في ترجمته: "إنه ابتنى بمكة عند باب أم هانئ مدرسة صرف عليها وعلى أوقافها اثني عشر ألف مثقال مصرية، وقرر بها دروسه للمذاهب الأربعة، وانتهت، ودرس فيها في جمادى الآخرة سنة أربعة عشرة" ... "الضوء اللامع 2/ 313 رقم 992".
[4] إتحاف الورى 3/ 485- 489، والعقد الثمين 3/ 320، 321.
اسم الکتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام المؤلف : التقي الفاسي    الجزء : 1  صفحة : 428
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست