responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام المؤلف : التقي الفاسي    الجزء : 1  صفحة : 403
أما صفة البناء الذي عليه قزح الآن[1] فإنه بناء مربع يشبه المنارة، وفي أعلاه اثنتان وعشرون شرافة، منها في الجهة القبلية سبع شرافات، وفي بقية الجهات خمس من كل جهة. وله درج من ظاهره وباطنه. وعدد الذي من ظاهره أربع وعشرون، والذي من باطنه عشرون، وارتفاعه في السماء ثلاثة عشر ذراعا، بذراع الحديد المستعمل في القماش بمصر ومكة. وذلك من الأرض إلى أعلى الشراريف، وارتفاعه من الأرض إلى أعلى السطح بغير الشراريف ينقص عن ذلك ذراعين ونصف تقريبا، وذرع تربيعه من كل ناحية اثنا عشر ذراعا ونصف ذراع، بالذراع المشار إليه، إلا أن الجهة الشرقية منه تنقص عن بقية الجهات ثلث ذراع، وكان اعتبار ما ذكرناه من ذرعه وصفته في ربيع الآخر سنة إحدى عشرة وثمانمائة، بحضوري.
وصفته هذه تخالف صفته التي ذكرها الأزرقي[2]، واقتصرنا عليها لكونها أبلغ في تعريفه، ولم أعرف متى بني هكذا. وبناه في الجاهلية قصي بن كلاب جد النبي صلى الله عليه وسلم، على ما ذكر ابن عبد ربه في "العقد الفريد"[3].
وأما خبر الوقيد عليه: فإنهم كانوا يوقدون فيه بالشمع في خلافة الرشيد، فلما مات كانوا يوقدون عليه بمصابيح كبار، ثم صاروا يوقدون عليه بمصابيح صغار وفتله دقاق، هذا ملخص ما ذكره الأزرقي في خبر الوقيد عليه، وذكر أنه كان يوقد عليه في خلافة الرشيد النار والحطب[4]، وما عرفت هل أراد بذلك في الجاهلية أو في الإسلام، والله أعلم.
وسيأتي إن شاء الله تعالى ذرع ما بين قزح وبين باب بني شيبة، وما بين قزح وبين باب المعلاة عند ذكر المشعر الحرام، والأصل في استحباب الوقوف على قزح ما رويناه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أصبح بجمع [5] أتى قزح فوقف عليه وقال: "هذا قزح وهو الموقف، وجمْعٌ كلها موقف"، أخرجه أبو داود[6]. والترمذي[7] وقال حسن صحيح ... انتهى.
الخامس عشر: كداء، الموضع الذي يستحب للمحرم دخول مكة منه، وهو الثنية التي بأعلا[8] مكة التي يهبط منها إلى المقبرة المعروفة بالأبطح، ويقال لها الحجون.

[1] أي سنة 811هـ وهي السنة التي ذرع الفاسي فيها هذا الموضع، كما سيأتي في المتن.
[2] راجع أخبار مكة للأزرقي 2/ 188.
[3] لم أجد هذه المعلومة في "العقد الفريد".
[4] أخبار مكة للأزرقي 2/ 187.
5 "جمع" بفتح فسكون، هو المزدلفة، سمي بذلك لاجتماع الناس فيه.
[6] سنن أبي داود 2/ 193 رقم 1935 كتاب المناسك.
[7] الترمذي "885" في الحج "باب ما جاء أن عرفة كلها موقف". وهو فيه طويل.
[8] كذا في الأصل.
اسم الکتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام المؤلف : التقي الفاسي    الجزء : 1  صفحة : 403
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست