responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام المؤلف : التقي الفاسي    الجزء : 1  صفحة : 400
ذكر ذرع هذا المسجد وشيء من صفته:
طوله من بابه إلى جداره القِبلي: مائة ذراع وأحد وتسعون ذراعا وربع ذراع، وعرضه من وسط جداريه: مائة وأربعون ذراعا إلا ثلث ذراع وارتفاع محرابه: ستة أذرع إلا ثلث، ودخوله في الجدار: ذراعان، وسعة فتحته: ثلاثة أذرع إلا ثمن، والمنبر: عشر درجات مبنية بالحجارة، وارتفاعه إلى الدرجة العليا: أربعة أذرع ونصف، والذراع المشار إليه في هذا الاعتبار هو ذراع الحديد المتقدم ذكره. وهذا المسجد جميعه مكشوف ليس فيه رواق، وقد ذكر الأزرقي في تاريخه صفة هذا المسجد في زمنه[1]، وذرعه بذراع اليد، وذكرنا كلامه في أصل هذا الكتاب واقتصرنا على ما ذكرناه هنا من ذرعه لأنه أبلغ في التعريف، وكان تحرر ما ذكرنا بحضوري.

[1] أخبار مكة للأزرقي [2]/ 187 وما بعدها.
ويقال لهذا المسجد مسجد إبراهيم، وإبراهيم المنسوب إليه هذا المسجد هو الخليل عليه السلام كما هو مقتضى كلام الأزرقي في غير موضع[1] وجزم به الرافعي والنووي، وأنكر ذلك القاضي عز الدين بن جماعة، قال: ليس لذلك أصل، وخطأ الشيخ جمال الدين الأستاذ الرافعي، والنووي فيما ذكراه من نسبة هذا المسجد للخليل عليه السلام وذكر أن ابن سراقة سبقهما إلى هذا الخطأ في كتابه "الأعداد"، وفيما ذكره الإسنوي وابن جماعة نظر، لمخالفته ما يقتضيه كلام الأزرقي، وهو عمدة في هذا الشأن، كيف وقد وافقه عليه غير واحد من كبار العلماء، منهم ابن المنذر فيما نقله عنه سليمان بن خليل، والله أعلم.
ولم يذكر الأزرقي الوقت الذي بني فيه هذا المسجد.
وذكر ابن عبد البر أنه بعد مصير الأمر لني هاشم بعشر سنين، هكذا نقله عن ابن عبد البر الشيخ خليل في توضيحه على مختصر ابن الحاجب، وبه فسر قوله: وإنما حدث بعد بني هاشم بعشر سنين، لأنه يوهم أنه حدث بعد انقراضهم، وعلى هذا فإن هذا المسجد بني في أوائل عشر الخمسين ومائة، والله أعلم[2].

[1] أخبار مكة للأزرقي 2/ 202.
[2] في مرآة الحرمين: أن مسجد عرفة بناه الوزير محمد بن علي بن المنصور المعروف بالجواد الأصفهاني، في سنة 559هـ كما جاء في كتاب "منائح الكرم" "ص 44 مرآة الحرمين".
اسم الکتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام المؤلف : التقي الفاسي    الجزء : 1  صفحة : 400
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست