responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام المؤلف : التقي الفاسي    الجزء : 1  صفحة : 285
ذكر موضع الحجر وصفته:
وأما موضع الحجر: فهو ما بين الركن الشامي الذي يقال له العراقي والركن الغربي.
وأما صفته: فهو عرضة مرخمة لها جدار مقوس على صورة نصف دائرة.
وأما خبر عمارته: فذكر الأزرقي: أن المنصور العباسي لما حج دعا زياد بن عبيد الله الحارثي أمير مكة فقال: إني رأيت الحِجر حجارته بادية، فلا أصبحن حتى يصير جدار الحجر بالرخام. فدعا "زياد" بالعمال، فعملوه على السرج قبل أن يصبح، وكان قبل ذلك مبنيا بحجارة بادية ليس عليه رخام[1].
قال: ثم كان المهدي بعد ذلك قد جدد رخامه.
وذكر الأزرقي أن رخام الحجر الذي عمل في زمن المهدي لم يزل فيه حتى رث في خلافة المتوكل، فقلع وألبس رخاما حسنا، وذكر أن ذلك في سنة إحدى وأربعين ومائتين[2] وأن ترخيمه في زمن المهدي في سنة إحدى وستين ومائة[3] ولم يذكر السنة التي أمر المنصور بعمل رخامه فيها. وأرخ ذلك بالسنة التي حج فيها المنصور، وهذا لا يفيد معرفة السنة التي فعل فيها ذلك، لأن المنصور حج وهو خليفة أربع حجات على ما ذكر العتيقي في تسمية "أمراء الموسم" في سنة أربعين ومائة[4]، ثم في سنة أربع وأربعين ومائة[5]، ثم في سنة سبع وأربعين ومائة[6]، وتوجه إلى الحج في سنة ثمان وخمسين، فمات قبل أن يدخل مكة بعد أن أشرف عليها[7].
وإن كان حج بالناس في الثلاث السنين المتقدمة، لم يكن تعريف عمارته بالسنة التي حج فيها تعريفا تاما، والظاهر والله أعلم أن ذلك وقع في سنة أربعين ومائة، لأن في هذه السنة كان الفراغ من عمارة المسجد التي أمر بعملها المنصور على يدي زياد المذكور كما ذكره الأزرقي في ذلك[8].
وعمر المعتضد العباسي الحجر أيضا في خلافته في سنة ثلاث وثمانين ومائتين، على ما ذكره إسحق بن أحمد الخزاعي راوي تاريخ الأزرقي وألحقه فيه[9].

[1] إتحاف الورى 2/ 177.
[2] إتحاف الورى 2 315.
[3] إتحاف الورى 2/ 208، وأخبار مكة للأزرقي 1/ 313، 314.
[4] إتحاف الورى 2/ 177، والمحبر "ص: 35"، وتاريخ الطبري 9/ 173، والكامل لابن الأثير 5/ 202، والنجوم الزاهرة 1/ 340.
[5] إتحاف الورى 2/ 180- 186، وسمط النجوم العوالي 3/ 253، والإعلام بأعلام بيت الله الحرام "ص: 91- 95".
[6] إتحاف الورى 2/ 188، وتاريخ الطبري 9/ 275، ومروج الذهب 4/ 401، والكامل 5/ 235.
[7] يذكر أن المنصور حج أيضا سنة 152هـ. "مروج الذهب 4/ 402، والكامل لابن الأثير 5/ 245، وإتحاف الورى 2/ 191، والمحبر ص: 35".
[8] إتحاف الورى 2/ 177، 178.
[9] إتحاف الورى 2/ 353، وأخبار مكة للأزرقي 1/ 321.
اسم الکتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام المؤلف : التقي الفاسي    الجزء : 1  صفحة : 285
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست