responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام المؤلف : التقي الفاسي    الجزء : 1  صفحة : 159
تحتها، فضرب منها الوليد حلية الكعبة، وكانت قد احتملت إليه من طليطلة من جزيرة الأندلس، وكانت لها أطواق من ياقوت وزبرجد[1].... انتهى.
ولنذكر ما علمناه من خبر حليتها بعد الأزرقي على الترتيب، فمن ذلك: أن وفد الحجبة كتبوا إلى الخليفة المعتضد العباسي يذكرون أن بعض عمال مكة كان قد قلع ما على عضادتي باب الكعبة من الذهب فضربه دنانير، واستعان به على حرب وأمور كانت بمكة بعد العلوي الخارجي بها في سنة إحدى وخمسين ومائتين[2] فكانوا يسترون العضادتين بالديباج، وأن بعض العمال بعده قلع مقدار الربع من أسفل ذهب بابي الكعبة في سنة اثنتين وستين ومائتين[3]، وجعل ذلك فضة مضروبة مموهة بالذهب، على مثال ما كان عليها، فإذا تمسح به في أيام الحج بدت الفضة، حتى تجدد تمويهها في كل سنة وأن المعتضد أمر بعمل ذلك وعمل ما رفع إليه، فعمل ذلك.
ومن ذلك: أن أم المقتدر الخليفة العباسي أمرت غلامها لؤلؤ بأن يلبس جميع الأسطوانة الأولى التي تلي باب الكعبة الذهب، لأن التي تليها كانت ملبسة بصفائح الذهب، وبقيتها مموهة، وذلك في سنة عشر وثلاثمائة[4].
ومن ذلك: أن الوزير جمال الدين محمد بن علي بن أبي منصور المعروف بالجواد وزير صاحب مصر أنفذ في سنة تسع وأربعين وخمسمائة رجلا من جهته يقال له الحاجب، ومعه خمسة آلاف دينار لعمل صفائح الذهب والفضة في داخل الكعبة وفي أركانها[5].
وممن حلاها: الملك المظفر صاحب اليمن، وحليته لبابها، وقد تقدم مقدار الحلية التي كانت على الباب الذي صنعه لها.
وحلاها حفيده الملك المجاهد صاحب اليمن، وأخبرت عمن رأى: اسم الملك المجاهد مكتوب[6] بقلم غليظ في أعلى الحائط الذي فوق باب الكعبة من داخلها.
وقد تقدم أن الملك الناصر محمد بن قلاون الصالحي صاحب مصر حلى باب الكعبة الذي عمله لها بخمسة وثلاثين ألف درهم وثلاثمائة درهم، وأن حفيده الملك الأشرف شعبان بن حسين حلى باب الكعبة في سنة ست وسبعين وسبعمائة[7]، فهذا ما علمته من حلية الكعبة بعد الأزرقي.

[1] الروض الأنف 1/ 224.
[2] إتحاف الورى 2/ 329.
[3] إتحاف الورى 2/ 338.
[4] إتحاف الورى 2/ 368، أخبار مكة للأزرقي 1/ 291.
[5] إتحاف الورى 2/ 514، العقد الثمين 2/ 212.
[6] كذا بالأصل والصحيح "مكتوبا".
[7] إتحاف الورى 3/ 2321، العقد الثمين 1/ 52، 5/ 10.
اسم الکتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام المؤلف : التقي الفاسي    الجزء : 1  صفحة : 159
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست