responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام المؤلف : التقي الفاسي    الجزء : 1  صفحة : 140
ذكر الميازيب:
وأما الميازيب: فميزاب عمله الشيخ أبو القاسم رامشت صاحب الرباط المشهور بمكة، وصل به خادمه "مثقال" بعد موته مع تابوته في سنة سبع وثلاثين وخمسمائة[1].
وميزاب أنقذه الخليفة المقتفي العباسي[2] في سنة إحدى وأربعين وخمسمائة، أو في التي بعدها، وجعل عوض ميزاب رامشت[3].
ومنها: ميزاب عمله الناصر العباسي[4] وهو الآن في الكعبة لأن اسمه مكتوب فيه، وهو خشب مبطن برصاص في الموضع الذي يجري فيه الماء، وظاهره مما يبدو للناس مطلي بفضة، وأصلح الموضع الذي يجري فيه الماء منه في العشر الأوسط من شهر رمضان سنة أربع عشرة وثمانمائة[5]، بعد قلع اللوح الذي فوقه يستر مجرى الماء، وأعيد اللوح كما كان وطول هذا الميزاب بما منه في جدار الكعبة يزيد على أربعة أذرع. بالحديد، مقدار ثمن الذراع أو أكثر -الشك مني في مقدار الزيادة بعد تحريري لذلك في التاريخ الذي ذكرنا فيه إصلاحه- وأحدث عهد حلي فيه هذا الميزاب سنة إحدى وثمانين وسبعمائة[6].

[1] إتحاف الورى 3/ 507، والعقد الثمين 3/ 385، 386.
[2] هو: أبو عبد الله الحسين لأمر الله ابن المستظهر، بويع بالخلافة سنة 540هـ واستمر إلى أن توفي سنة 555هـ.
[3] إتحاف الورى 2/ 510، وفيه أن ذلك كان في سنة 542هـ.
[4] هو أبو العباس أحمد الناصر لدين الله ابن المستضيء، بويع بالخلافة سنة 575هـ، وظل بها إلى أن توفي سنة 622هـ.
[5] إتحاف الورى 3/ 487.
[6] إتحاف الورى 3/ 334، والسلوك للمقريزي 3/ 1: 357، 372، وتاريخ الكعبة المعظمة "ص: 174، 192، 999". وقد وقع تغيير وتبديل في ميزاب الكعبة على مر العصور، وكان آخره هو ما عمله السلطان العثماني عبد المجيد خان، والذي صنع في إسلامبول عام "1276هـ" وركب في نفس السنة، وهو مصفح بالذهب نحو "50" رطلا، وهو آخر ميزاب، وهو الموجود الآن بالكعبة المشرفة.
ذكر الأساطين:
وأما الأساطين: فواحدة فيما علمت، على ما ذكر الفاكهي، لأنه قال: حدثني أبو علي الحسن بن مكرم قال: حدثنا عبد الله بن بكر قال: حدثني أبي بكر بن حبيب قال: جاورت بمكة فعابت أسطوانة من أساطين البيت، فأُخْرِجَت، وجيء بأخرى ليُدْخِلوها مكانها، فطالت عن الموضع، وأدركهم الليل، والكعبة لا تفتح ليلا، فتركوها مائلة ليعودوا من غد فيصلحوها، فجاءوا من غد فأصابوها أقوم من القدح ... انتهى.
ولم يذكر ذلك الأزرقي ولم أر من ذكر ذلك غير الفاكهي، وهو غريب جدا. والله أعلم. وفيه كرامة للبيت زاده الله شرفا.
اسم الکتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام المؤلف : التقي الفاسي    الجزء : 1  صفحة : 140
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست