اسم الکتاب : شذرات الذهب في أخبار من ذهب المؤلف : ابن العماد الحنبلي الجزء : 1 صفحة : 294
سنة ثمان وستين
فيها توفي عبد الله بن عبّاس الهاشمي حبر الأمة بالطّائف عن إحدى وسبعين سنة، كان يقال له: البحر، والحبر، وترجمان القرآن، وذلك أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال في دعائه له: «اللهمّ فقهه في الدّين وعلمه التأويل» [1] وذهب بصره آخرا فقال:
إن يذهب الله من عينيّ نورهما ... ففي لساني وقلبي منهما نور
قلبي ذكيّ وذهني غير ذي وكل ... وفي فمي صارم كالسّيف مشهور [2]
ولد قبل الهجرة بثلاث سنين وكان جميلا نبيلا مجلسه مشحونا بالطلبة [1] رواه أحمد في «المسند» (1/ 266 و 314 و 328 و 355) وابن سعد في «الطبقات» (2/ 365) والطبراني في «الكبير» رقم (10587) والحاكم (3/ 534) وصححه ووافقه الذهبي. وهو كما قالا. قال الحافظ ابن حجر، اشتهرت هذه اللفظة حتى نسبها بعضهم للصحيحين، ولم يصب. ا. هـ. أقول: نعم أصل الحديث في البخاري والترمذي عن ابن عباس قال: ضمني النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى صدره وقال: «اللهمّ علمه الحكمة» وفي رواية عند البخاري عن ابن عباس «اللهمّ علمه الكتاب» وفي مسلم «اللهمّ فقهه» عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وفي رواية للبخاري عن ابن عباس «اللهمّ فقهه في الدين» رقم (143) في الوضوء، باب وضع الماء عند الخلاء.
[2] البيتان في «أسد الغابة» لابن الأثير (3/ 294) و «الاستيعاب» لابن عبد البر على هامش «الإصابة» (6/ 269) ولفظهما فيهما:
إن يأخذ الله من عيني نورهما ... ففي لساني وقلبي منهما نور
قلبي ذكي وعقلي غير ذي دخل ... وفي فمي صارم كالسيف مأثور
اسم الکتاب : شذرات الذهب في أخبار من ذهب المؤلف : ابن العماد الحنبلي الجزء : 1 صفحة : 294