responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة الإسلام في الأندلس المؤلف : عنان، محمد عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 350
وأخاه عدوه المطرف؛ ثم قتل أخوين له معاً أيضاً، قتل هشاماً بالسيف، والقاسم أخاه بالسم، إلى من قتله غيرهم " [1].
وتجمل الرواية خلال الأمير عبد الله وصفاته في العبارات الآتية: " وكانوا يعدونه من أصلح خلفاء بني أمية بالأندلس، وأمثلهم طريقة، وأتمهم معرفة، وأمتنهم ديانة، لكنه كان منغص الحال بدوام الفتنة، وتضييق نطاق الخطة، ونقصان مقدار التزكية، حتى كان يتخلله الرياء تحت قناع تقواه، والبخل يطوقه طبيعة ليست له تحط من قدره " [2] ويزيد ابن حيان على ذلك قوله: " وغمصوا دينه بما كان من هون الدماء عليه، وإسراعه إلى سفكها، حتى من ولديه وإخوته ومن خلفهما من صحابته ورعيته، أخذاً لأكثرهم بالظنة، مقوياً في إيثامهم بالشبهة " [3].
وكان للأمير عبد الله بالرغم من هذا الجانب المظلم، خلال مشرقة، منها أدبه
وفصاحته وشاعريته. وتنوه الرواية بهذه الموهبة فيقول لنا صاحب أخبار مجموعة،
إن الأمير عبد الله كانت له توقيعات بليغة، وأشعار بديعة في الغزل والزهد،
لا يكاد أن يقع مثلها أو تنسب إلى من تقدْمه نظيرها [4]. ويقول ابن حيان " كان
متصرفاً في فنون، متحققاً منها بلسان العرب، بصيراً بلغاتها وأيامها، حافظاً
للغريب من الأخبار، آخذاً من الشعر بحظ وافر " [5]. ويقول صاحب البيان المغرب
إنه كان شاعراً مطبوعاً له أشعار حسان [6]، ومن شعره في الغزل قوله:
يا مهجة المشتاق ما أوجعك ... ويا أسير الحب ما أخشعك
ويا رسول العين من لحظها ... بالرد والتبليغ ما أسرعك
تذهب بالسر فتأتي به ... في مجلس يخفى على من معك

[1] راجع نقط العروس لابن حزم ص 87 و79، والمقتبس ص 41، وكذلك ص 122، وابن الأبار في الحلة السيراء ص 69، والبيان المغرب ج 2 ص 160 و161.
[2] ابن حيان، نقلا عن عيسى بن أحمد الرازي، في المقتبس ص 33، والبيان المغرب ج 2 ص 160.
[3] المقتبس ص 39.
[4] أخبار مجموعة ص 152.
[5] المقتبس ص 34.
[6] البيان المغرب ج 2 ص 159.
اسم الکتاب : دولة الإسلام في الأندلس المؤلف : عنان، محمد عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 350
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست