اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران الجزء : 1 صفحة : 85
على سفرتي رسل قمبيز وبطليموس الأول عبر صحراء جرداء[1]، وكذلك اعتبر "إيراتوسثينيس" -كما أشرنا آنفًا- الخط الفاصل بين بلاد العرب السعيدة والصحراوية هو الذي يبدأ من "هيرابوليس" إلى بابل مارًّا بالبتراء، علمًا بأن الجغرافيين اليونانيين- وحتى الرومان من بعدهم- لم يضعوا صحراء النفود الكبرى ضمن بلاد العرب الصحراوية، وإنما جعلوها جزءًا من العربية السعيدة[2].
أضف إلى ذلك أننا لم نقرأ في كتاباتهم شيئًا عن المدن الهامة كتيماء ودومة الجندل، فضلا عن وادي السرحان الذي ذكره الجغرافيون وبعض المؤرخين التالين لهم تحت اسم "سيرميون- بيديون" "Syrmaion Pedion"، مما يدل على أنهم لم يذهبوا إلى هذه المناطق، وإنما اعتمدوا في الكتابة عنها على معلومات شفهية متداولة، وإن كان هذا لا يعني أن التغلغل اليوناني في المناطق الشمالية من بلاد العرب كان معدومًا، فهناك معالم كثيرة يغلب عليها الطراز اليوناني في العمارة، إلى جانب كثرة ما وجد من النقود اليونانية[3]. [1] سامي الأحمد: المرجع السابق ص603-604 وكذا
ARRIAN, ANABASIS OF ALEXANDER THE GREAT AND INDICA, EDITED BY E.J, CHINNOCK, "LONDON, 1893", CH.43 [2] سامي سعيد الأحمد: نظرات في جغرافية شبه الجزيرة العربية في المصادر اليونانية القديمة، مجلة العرب، العدد السابع، السنة الثالثة، أبريل 1969، ص604. [3] سامي الأحمد: المرجع السابق ص604.
التقسيم العربى
مدخل
...
3- التقسيم العربى:
وأما الكتاب العرب، فقد قسموا شبه الجزيرة العربية إلى خمسة أقسام، هي:
اليمن وتهامة والحجاز ونجد واليمامة "وتسمى أيضًا العروض"[1]، وكان أساس تقسيمهم "جبل السراة" -أعظم جبال بلاد العرب- وهو سلسلة جبال تبدأ من اليمن، وتمتد شمالا حتى أطراف بادية الشام، على مدى 1100 ميل تقريبًا، ويطلق عليها عدة أسماء، فهي جبال السراة "السراة هي الأرض المرتفعة"، وهي جبال السروات "جمع سراة" وهي جبال الحجاز، كما كانت تسمى باسم الإقليم الذي هي فيه، فيقال جبال الحجاز في الحجاز، وجبال عسير في إقليم عسير[2]. [1] ياقوت 2/ 137، صبح الأعشى 4/ 245، المفضليات للمفضل الضبي ص416، "دار المعارف- القاهرة 1952" الهمداني: صفة جزيرة العرب ص47. [2] محمود طه أبو العلا: المرجع السابق ص34-36.
اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران الجزء : 1 صفحة : 85