responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران    الجزء : 1  صفحة : 527
وجاء بعد المنذر ولده "عمرو بن هند" "554-69م" من زوجه "هند بنت عمرو بن حجر آكل المرار"، وهو -فيما يرى الأخباريون- "مضرط الحجارة" كناية عن قوة ملكه وشدة بأسه، وهو "المحرق" لأنه حرق بني تميم، أو حرق نخل اليمامة، وقد كان عاتيا جبارًا، لا يبتسم ولا يضحك، ومن ثم فقد كانت العرب تهابه وتخشاه[1].
وقد حذا عمرو حذو غيره من ملوك لخم وجفنه، الذين أدركوا أن الشعراء من معاصريهم هم زعماء الرأي العام بين العرب، يديرون دفة الدعاية كيفما شاءوا، فلم يأل جهدا في إكرامهم وغمرهم بفضله، كما فعل سواه من الملوك، طمعا في اجتذاب العرب إليه، وهكذا أصبحت الحيرة في عصره موئل الشعراء يأتون إليه من شبه الجزيرة العربية ينشدونه شعرهم، وينالون جوائزه، ويعقدون المناظرات في حضرته، وعلى رأسهم ثلاثة من أصحاب المعلقات السبع[2] -طرفة بن العبد، والحارث بن حلزة، وعمرو بن كلثوم[3].
ويبدو أن "عمر بن هند" هذا، كان شديد الغرور لدرجة جعلته يعتقد أنه ليس هناك من بين أمراء العرب من يستنكف أن يخدمه، أو يأبى أن يسعى إلى مرضاته، أيا كانت الوسيلة، وأن هذا الزعم الكذوب إنما كان سببا في أن يجندله "عمرو بن كلثوم" بسيفه في رواية تقول: إنه قال لجلسائه ذات يوم: هل تعرفون أحدا من العرب من أهل مملكتي يأنف أن تخدم أمه أمي، فقالوا: ما نعرفه إلا أن يكون عمرو بن كلثوم التغلبي، فإن أمه "ليلى" بنت "مهلهل بن ربيعة، وعمها "كليب بن وائل"، وزوجها "كلثوم"، وولدها "عمرو"، وهكذا أمر "عمرو بن هند" أن يطلب من "عمرو بن كلثوم"، أن يحضر إلى قصره، ثم أمر أمه "هند" أن تصرف الخدم بعد الفراغ من الطعام، ثم تطلب من "ليلى" أن تناولها الشيء بعد الشيء، وتفعل "هند" ما أمر به ابنها الملك، غير أن "ليلى" سرعان

[1] تاريخ الطبري 2/ 104، المعارف ص283، المقدسي 3/ 203، الميداني 2/ 143، المحبر ص359، ابن خلدون 2/ 265، أيام العرب في الجاهلية ص100-106، حمزة الأصفهاني ص72.
[2] يروي الأخباريون أن العرب كانوا إذا ما عمل أحدهم قصيدة عرضها على قريش، فإن أجازوها علقوها على الكعبة تعظيما لشأنها، فاجتمع من ذلك المعلقات السبع أو العشر المشهورة "انظر: ابن كثير 2/ 218-220، صحيح الأخبار 1/ 16-14".
[3] P.K. Hitti, Op. Cit., P.83
اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران    الجزء : 1  صفحة : 527
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست