اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران الجزء : 1 صفحة : 496
"تيماجنيس" -وهو مصري على رأي، وعربي متمصر على رأي آخر- أخطر الأدوار إلى جانب التدمريين، وبخاصة في المعارك التي دارت حول حصن بابليون[1].
وتنتهي المعارك باتفاق بين الزباء والرومان في أخريات أيام "كلوديوس"، على أن يكون حكم مصر مشتركا بينهما، بدليل ما جاء في بعض المراجع من أن المصريين قد حلفوا يمين الولاء للقيصر، وبدليل ما عثر عليه من عملات تدمرية نقشت في الإسكندرية في عام 270، 271م، وعلى وجهها صورة القيصر" "أورليان" "270-275م"، بجانب صورة "وهب اللات" "ابن الزباء"، مما يدل على الحكم المزدوج بينهما[2].
كان فتح الزباء مصر، والاستيلاء على الإسكندرية -أهم مدن الإمبراطورية الرومانية قاطبة بعد روما- ضربة أصابت الروم في الصميم، ثم جاءت سياسة الزباء التوسعية في الشام وآسيا الصغرى، دليلا على أن طموح تلك المرأة القوية لا يقف عند حد، ومن ثم فإن الإمبراطور "أورليان" سرعان ما انتهز فرصة القضاء على الاضطرابات في روما، ورد هجوم القوط، حتى بدأ يعد العدة لمعركة فاصلة مع الزباء، غير أن الملكة العربية سرعان ما علمت بدورها بنية الإمبرطور الروماني، فقررت أن تتحداه إلى آخر الشوط، وهكذا نراها تأمر بإلغاء الإتفاقية المبرمة مع سلفه "كلوديوس"، فتصدر النقود في الإسكندرية وقد خلت من صورة "أورليان" واقتصرت على صورة ولدها "وهب اللات" الذي اتخذ لقب "أغسطس" -وهو اللقب الخاص بأورليان- كما أسبغت هي على نفسها لقب "اغسطا"، ثم أقامت لزوجها المتوفي تمثالا كتب عليه "تمثال سبتميوس أذينة ملك الملوك، ومجدد [1] جواد علي 3/ 114-115
وكذا Eb, 17, P.163. وكذا F. Altheim And R. Stiehl, Op. Cit., P.272 [2] جواد علي 3/ 115، وكذا W. Wright, Op. Cit., P.137
وكذا F. Altheim And R. Stiehl, Op. Cit., P.254
وكذا G. Ryckmans, Les Noms Propres And Sud-Semitiques, P.62
وكذا Cah, 12, P.301. وكذا Eb, 17, P.163
اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران الجزء : 1 صفحة : 496