اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران الجزء : 1 صفحة : 489
ربما قد أدركوا خطورة أذينة على إمبراطوريتهم، فعملوا على التخلص منه، وبيد أقرب الناس إليه، وإن كان هناك من يرى عكس ذلك تماما، وأن الرومان بموت أذينة، إنما فقدوا الحماية لإمبراطوريتهم في الشرق، وأن المؤامرة ربما تكون قد لعبت فيها أطراف أخرى، قد تكون "الزباء" التي رأت أن العرش سوف يذهب إلى ابن ضرتها، بينما يحرم منه بنوها، وقد تكون عصبة من الوطنيين، خيل إليهم أن أذينة قد أصبح أداة طيعة في أدي الرومان فقرروا التخلص منه، وهكذا بات من الصعب على العلماء الوصول إلى قرار صائب، أو حتى قريب من الصواب، فالأدلة غير متوفرة، والوثائق صامتة، غير أن الظروف التي أعقبت مقتل أذينة، قد تثير، والوثائق صامتة، غير أن الظروف التي أعقبت مقتل أذينة، قد تثير أكثر من شك، فالجيش يبايع القاتل دون ثورة، أو حتى تردد، وأهل حمص يقتلون القاتل بعد حين من الدهر، ثم تنصيب "الزباء" بعده مباشرة، ألا يثير كل ذلك شكا؟ أو حتى يلقي شبهة من ظن في شخص آخر؟، ومع ذلك، فما لا شك فيه، أن هناك أمورا تحتاج إلى وقفة، ولكنها لا تقدم جديدا، ما لم تحدثنا الوثائق ع هذا الجديد[1]. [1] نفس المرجع السابق ص691 وما بعدها، فيليب حتى: المرجع السابق ص4389، جواد علي 3/ 99-100، وكذا
P.K. Hitti, Op. Cit., P.75. وكذا E. Gibbon, Op. Cit., I, P.263
3- الزباء:
جاءت الزباء أو "زنوبيا" إلى العرش وصية على ولدها القاصر "وهب اللات" بعد مقتل أبيه أذينة، وتدعى في الكتابات التدمرية "بيت زباي" "Bath Zabbay" أي "ابنة العطية"، وهي "الزباء" في المصادر العربية، وإن اختلفت هذه المصادر في اسم هذه المرأة، فيه "الزباء بنت عمرو بن ظرب بن حسان بن أذينة" وهي "ليلى" على زعم آخر، ولها أخت دعوها "زبيبة" لها قصر حصين على شاطئ الفرات الغربي، فكانت تشتو عند أختها، وتربع ببطن النجار، وتصير إلى تدمر، كما كان لها جنود، هم -في نظر هذه المصادر العربية- من العماليق والعرب العاربة الأولي، ويروي الأخباريون أن ملك العرب بأرض الحيرة، ومشارف الشام كان لعمرو بن الظرب، وكان جنود الزباء "بمعنى الجميلة ذات الشعر الطويل" من بقايا العماليق من عاد الأولى، ومن نهد وسليح ابني حلوان، ومن كان معهم من قبائل قضاعة، وكانت تسكن على شاطئ الفرات في قصر لها هناك، وتربع ببطن المجاز،
اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران الجزء : 1 صفحة : 489