اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران الجزء : 1 صفحة : 402
مأخوذة عن يهود المدينة أنفسهم، ثم أخذت جموع اليهود في الجزيرة العربية تزداد وتكثر بعد اضطهاد الروم لهم، ثم قصد بنو النضير وقريظة منطقة يثرب، وارتادوا حتى تخيروا أخصب بقاعها فسكنوها[1].
وهكذا سكنت جاليات يهودية منطقة يثرب، والطرق المؤدية إلى الشام، وإن تركزت كتل اليهود الكبرى في يثرب بالذات، حيث كان فيها ثلاث قبلائل، ربما بلغ عدد رجالها البالغين أكثر من ألفين، وهي قينقاع[2]، والنضير وقريظة، إلى جانب بطون وعشائر يهودية أخرى، ذهب الأخباريون إلى أنها بلغت أكثر من عشرين بطنا، منهم بنو عكرمة وبنو محمر وبنو زعورا وبنو الشظية وبنو جشم وبنو بهدل وبنو عوف وبنو القصيص "العصيص" وبنو ثعلبة[3].
هذا وهناك من يرجع بنسب بني النضير وبني قريظة إلى طبقة الكهان -سلالة هارون عليه السلام- وأما بقية يهود بلاد العرب، فبعضهم يرجع إلى نفس طبقة الكهان، وبعضهم الآخر إنما ينتمي إلى نسل الأسباط العشرة المفقودة[4].
غير أننا لا نستطيع أن نوافق على هذا الاتجاه، ذلك لأن الأسباط العشرة -والذين كانت تتكون منهم دويلة إسرائيل التي قامت عقب انفصال الدولة عشية موت سليمان في عام 922ق. م، إلى إسرائيل وعاصمتها السامرة، ويهوذا وعاصمتها أورشليم[5]- إنما ضاعوا في غياهب التاريخ بعد الاحتلال الآشوري للسامرة في [1] الأغاني 19/ 95، ابن خلدون 2/ 287، وفاء الوفا 2/ 112 إسرائيل: المرجع السابق ص9، 10، أحمد إبراهيم الشريف: المرجع السابق ص307. [2] يرى "أوليري" أن بني قينقاع إما عرب متهودون، أو من بني آدوم "Op. Cit., P.173" وانظر عن موقفهم من الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعن علاقاتهم مع غيرهم من يهود بني قريظة وبني النضير، واشتراكهم في يوم بعاث "ابن كثير 4/ 3-4، المقدسي 4/ 195"، ابن خلدون 2/ 23، ابن هشام 2/ 334، المعارف ص94، تاريخ الطبري 2/ 478-483، إسرائيل: المرجع السابق ص127-131". [3] وفاء الوفا 1/ 112-116، ابن هشام 2/ 259، الأغاني 19/ 95، إسرائيل ولفنسون: المرجع السابق ص14، أحمد إبراهيم الشريف: المرجع السابق ش294-295، جواد علي 6/ 522. [4] Freidlander, The Jews Of Arabia And The Rechabites, In Jor, 1910-1911,
O'leary, Op. Cit., P.173 وكذا P.254 [5] ملوك أول 11: 35-36، 12: 20-25، وكذ M. Noth, Op. Cit., P.58
وكذا C. Roth, Op. Cit., P.23.
اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران الجزء : 1 صفحة : 402