اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران الجزء : 1 صفحة : 384
والمدينة المنورة لم تكن تعرف بهذا الاسم قبل نصرتها للإسلام، وهجرة المصطفى، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إليها في عام 622م، وإنما كانت تسمى "يثرب"، وإلى هذا يشير القرآن الكريم في قوله تعالى {وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا} [1]، وقد ذكرت يثرب في الكتابات المعينية، ربما بسبب وجود جالية معينية كانت تقيم هناك خلفتها أخرى سبئية، بعد أن ورث السبئيون دولة معين في اليمن، ومستعمراتها في شمال غرب شبه الجزيرة العربية، ولعل هذا هو السبب الذي دفع بالنسابين من بعد أن يروا في سكان يثرب من العرب، أزدا من قحطان[2].
ولعل أقدم إشارة إلى "يثرب" في النصوص البابلية، إنما ترجع إلى القرن السادس ق. م، إذ تحدثنا كتابة عثر عليها في "حران" عام 1956م، تتحدث عن أعمال الملك البابلي "نبونيد" "555-539ق. م" في بلاد العرب، فتروي أن ذلك الملك المثقف الذي اشتهر بحبه للآثار[3]، قد قام بحملة في العام الثالث من حكمه إلى شمال غرب شبه الجزيرة العربية، احتل فيها تيماء وديدان وخيبر ويثرب، والتي جاءت تحت اسم "أتريبو"، وكانت آخر موضع وصل إليه العاهل البابلي في بلاد العرب، وربما كان السبب في هذه الحملة، إنما كان مهاجمة العرب لمناطق خاضعة للبابليين، وربما كان رغبة البابليين في السيطرة على الطريق التجاري البري بين الشام وجنوب بلاد العرب[4].
وأيا ما كان السبب، فإن العاهل البابلي قد استقر في "تيماء" فترة تقرب من [1] سورة الأحزاب: آية13، وانظر: تفسير القرطبي 14/ 147-149 "دار الكتب" تفسير الفخر الرازي 25/ 199-200، تفسير روح المعاني 21/ 158-161، تفسير البيضاوي 2/ 240-241، تفسير الطبري 21/ 187-188، تيسير العلي القدير 3/ 355-356، تفسير الكشاف 3/ 254، في ظلال القرآن 21/ 2838-2839. [2] جواد علي 4/ 128، وكذا ENCY. OF ISLAM, III. P,83
وكذا H. WINCKLER, ARABISCH-SEMITISCH ORIENTALISCH, IN MVG, 1901, P.63 [3] A. GARDINER, EGYPT Of The Pharaohs, P.363 [4] A.R. Burn, Persia And The Greeks, P.38
وكذا C.J. Gadd, The Harran Inscriptions Of Nabonidus, P.35
وكذا A. Musil, Northern Nejd, P.225. وكذا As, 8, 1958,. P.84
وكذا P.K. Hitti, Op. Cit., P.39. وكذا S. Smith, Op. Cit., P3, 88
اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران الجزء : 1 صفحة : 384