responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران    الجزء : 1  صفحة : 376
وكان أمر ضيافة الحجيج عملا لا يقل عن سقايتهم، وقد أسندتها قريش إلى الأغنياء من رجالاتها؛ لأن قدوم الحجاج من أماكن بعيدة من شبه الجزيرة العربية، يصعب معه حمل الزاد، ومن ثم فقد كانت الرفادة تكلف أصحابها الكثير من أموالهم، بجانب ما تقدمه قريش لهم، إلا أن هذا الأمر في الوقت نفسه قد أفاد قريشًا كثيرًا، إذ كانت المؤاكلة في نظر العرب، إنما عقد حلف وجوار، فضلا عن أن الضيافة في ذاتها من أكبر ما يحمد الرجل عليه، وهكذا كانت قريش بعملها هذا، وكأنها تعقد حلفا مع كل القبائل العربية، تحمي به تجارتها، وتسبغ على رجالاتها نوعًا من التقدير والاحترام عن العرب، لا يتوفر لغيرهم[1].
وخطت قريش خطوة أخرى في اجتذاب القبائل العربية، فنصبت أصنام جميع القبائل عند الكعبة[2]، فكان لكل قبيلة أوثانها تأتي في الموسم لزيارتها وتقديم القرابين لها، وهكذا أخذ عدد الأصنام يزداد عند الكعبة بمرور الزمن، حتى جاء وقت زاد عددها على ثلاثمائة، كان منها الكبير ومنها الصغير، ومنها ما هو على هيئة الآدميين أو على هيئة بعض الحيوانات أو النباتات، وإن كان أكبرها جميعًا إنما هو "هبل" الذي جعله القوم على هيئة إنسان من عقيق أحمر[3].
ويبدو أن الأساس الذي قامت عليه مكانة الكعبة، أن البيت الحرام بجملته كان هو المقصود بالقداسة، غير منظور، إلى الأوثان والأصنام التي اشتمل عليها، وربما

[1] ابن هشام 1/ 145، ابن سعد 1/ 58.
[2] تعرضت الكعبة قبيل الإسلام لعدة سيول في أوقات مختلفة، أدت إلى تصدع جدرانها، مما اضطر القوم إلى هدمها وإعادة بنائها، ويكاد يجمع المؤرخون أن ذلك تم، والمصطفى -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في الخامسة والثلاثين من عمره الشريف، فإذا كان ذلك كذلك، وإذا كان المولد النبوي في 20 أبريل 571م -كما حدده محمود الفلكي- فإن إعادة بناء الكعبة إنما كان في عام 606م "انظر: الطبري 2/ 187-290، ابن كثير 2/ 42-45، المسعودي 1/ 271-273، ابن كثير 2/ 299-204، ياقوت 4/ 466، الأزرقي 1/ 157-167، اليعقوبي 1/ 254-255، العمري 1/ 64، المقدسي 4/ 139-140، ابن هشام 1/ 192-199، التقويم العربي قبل الإسلام ص38، تفسير الطبري 2/ 122-123، تاريخ الخميس ص126-136، نهاية الأرب 1/ 232، مدخل إلى القرآن الكريم ص25-26، وكذا A. GUILLAUME, OP. CIT., P.23
وكذا I. SHAHID, IN CHI, I, 1970, P.31
[3] تاريخ اليعقوبي 1/ 254-255، الروض الأنف 2/ 276، الأزرقي1/ 120-121، لوبون: حضارة العرب ص124، تاريخ التمدن الإسلامي 1/ 37، الأصنام ص27-28، وكذا
E. GIBBON, OP. CIT., P.225
اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران    الجزء : 1  صفحة : 376
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست