اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران الجزء : 1 صفحة : 37
[2]- الحديث: الحديث هو ما ورد عن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من قول أو فعل أو تقرير[1]، وللحديث مكانة كبرى في الدين تلي مرتبة القرآن الكريم مباشرة، وصدق رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- حيث يقول: "تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما بعدي أبدًا، كتاب الله وسنتي" [2]، والحديث الشريف مفسر للقرآن الكريم، ذلك أن كثيرًا من آيات الذكر الحكيم مجملة أو مطلقة أو عامة، فجاء رسول الله -صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلامُهُ عَلَيْهِ- فبينها أو قيدها أو خصصها[3]، قال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [4]. وقال تعالى: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [5]، ومن هنا كان الحديث الشريف هو المصدر الثاني للشريعة الإسلامية، ثم هو أصدق المصادر التاريخية- بعد القرآن الكريم- لمعرفة التاريخ العربي القديم في عصوره القريبة من الإسلام بالذات[6].
وليس من شك في أن كتب الحديث[7] وشروحها- رغم أنها مصدر فقهي أكثر منه تاريخي[8] -مورد غني من الموارد الأساسية لتدوين أخبار الجاهلية فيما قبيل الإسلام، على أن الغريب من الأمر أن مؤرخي تلك الفترة قد تجاهلوا هذا المنهل الغزير، وبخاصة فيما يتصل بتاريخ عرب الحجاز، إلى حد كبير، ومن ثم فقد خسروا واحدًا من أهم وأصدق مصادر التاريخ العربي القديم. [1] انظر: تعريفات أخرى: مصطفى السباعي: السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي: القاهرة 1961 ص59-60. [2]الحديث رواه أصحاب السنن. [3] فتاوى الإمام ابن تيمية 15/ 443، 13/ 19، 17/ 431-332. [4] سورة النحل: آية 44. [5] سورة الشورى: آية 52، وانظر: تفسير الطبري 25/ 46047، تفسير القرطبي 16/ 54-60، تفسير البييضاوي 2/ 362. [6] قدم المؤلف دراسة مفصلة عن الحديث في الفصل الثاني من كتابه "دراسات في التاريخ القرآني". [7] أشهر مجاميع الحديث: موطأ الإمام مالك "م179/ 795" ومسند الإمام أحمد بن حنبل "164-241هـ" وسنن الدارمي "م255هـ" وصحيح البخاري "194-256هـ" وصحيح مسلم "204-268هـ" وسنن أبي داود "202-275هـ" وسنن الترمذي "209-279هـ" وسنن النسائي "215-303هـ" وسنن ابن ماجه "209-273 أو 275هـ". [8] R. Blachere, Le Probleme De Mahomet, Paris, 1952, P.7
اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران الجزء : 1 صفحة : 37