اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران الجزء : 1 صفحة : 346
وأنهم كانوا يحملون لقب "وال ستراب"[1]، وعلى رأسهم من لقبه العرب بـ "الإصبهبذ"[2]، وهذا يدل على أن الفرس قد استمرءوا المرعى فأقاموا في البلاد، وكأني بالعرب الجنوبيين وقد استبدلوا استعمارًا باستعمار[3].
وعلى أي حال، فإن خلاص اليمن من نير الاحتلال الحبشي كان له رنة فرح هائلة في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية، ووفدت العرب من الحجاز وغيرها على "سيف بن ذي يزن" يهنئونه بتحرير البلاد وعودة الملك إليه، ومن هذه الوفود وفد إمارة مكة برياسة سيدها وكبيرها "عبد المطلب بن هاشم"- جد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ومعه أمية بن عبد شمس، وعبد الله بن جدعان، وأسد بن خويلد بن عبد العزى، في ناس من أشراف قريش، فأعظمهم سيف وأجلهم، ووصلهم بذهب وفضة، وإبل وجوار وعبيد، وقيل أنه أعطى عبد المطلب أضعاف ما أعطى غيره من الوفد، وهنا لم يرض أصحابنا الأخباريون أن يكون "سيف بن ذي يزن" أقل من غيره من ملوك اليمن العظام، الذين بشروا بمبعث رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ومن ثم فقد جعلوه يبشر عبد المطلب بمولد مولانا وسيدنا رسول الله -صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلامُهُ عَلَيْهِ- ويخبره بما يعلم عنه[4].
ويرى الدكتور جواد علي أننا إذا أخذنا برواية المسعودي وغيره عن وفد مكة، وبما يذكره أهل الأخبار من أن فترة الاحتلال الحبشي لليمن كانت اثنتين وسبعين سنة، فإن الوفد المكي يجب أن يكون قد ذهب إلى صنعاء في عام 597م، الأمر الذي يتناقض ووفاة عبد المطلب في العام الثامن من حملة الفيل -أي حوالي عام 578 أو 579م- وفي المؤرخين المحدثين، والذين ذهبوا إلى أن طرد الأحباش من اليمن، إنما كان في عام 575م، ومن ثم تصبح زيارة وفد مكة برياسة "عبد المطلب [1] H. Von Wissmann And M. Hofner, Op. Cit., P.121
وكذا W. Phillips, Op. Cit., P.223 [2] سعد زغلول: المرجع السابق ص199، مروج الذهب 2/ 55. [3] فؤاد حسنين: المرجع السابق ص305. [4] العقد الفريد: 1/ 131، ابن كثير 2/ 178، 328-331، بلوغ الأرب 2/ 266-269، تاريخ ابن خلدون، تاريخ الخميس ص271-272، كتاب التيجان ص308=309، ملوك حمير وأقيال اليمن ص152-1547، وصايا الملوك ليحيى الوشاء ص38-40 "طبع بغداد 1332هـ"، قارن: مروج الذهب 2/ 57-60.
اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران الجزء : 1 صفحة : 346