اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران الجزء : 1 صفحة : 325
بقيت نقطة أخيرة تتصل بذلك الطريق البري، الذي يربط المناطق المرتفعة الزراعية بالمناطق الشمالية، حيث يصل إلى شمال الطائف، ويتصل بطريق الحجاز، ويعرف بـ "درب أسعد كامل" -نسبة إلى الملك أب كرب أسعد- والطريق دون شك، يعد تحولا خطيرا في الطرق البرية القديمة، التي كانت منتشرة في حافة الصحراء الشرقية المتصلة بالجوف، إذ يشير إلى تحول هذا الطريق من الأراضي السهلة إلى الهضاب التي يعيش عليها المزارعون، الذين يعيشون على الزراعة التي تعتمد على المطر، وقد شمل هذا التحول فيما شمله طريق البخور واللبان القديم[1].
ويروي الأخباريون أن الذي خلف "أب كرب سعد"، إنما هو "ربيعة بن نصر اللخمي"، وأنه قد رأى رؤيا هالته فسار بأهله إلى العراق وأقام بالحيرة وحكم فيها، ومن عقبه كان "النعمان بن المنذر" ملك الحيرة[2]، ثم عاد الملك إلى "حسان بن تبان بن كرب"، وهو -فيما يرى البعض- أخو زرقاء اليمامة التي صلبت على باب مدينة "جو"، والتي سميت فيما بعد "اليمامة" نسبة إليها[3]، الأمر الذي ناقشناه من قبل.
على أن "جون فلبي" قد جعل العرش بعد وفاة "أب كرب أسعد" لشقيقه "ورو أمر أيمن" "415-425م"، ثم إلى ابن أخيه "شرحبيل يعفر" والذي حكم في الفترة "425-455م" على رأي "فلبي"[4] وفي الفترة "420-455م" على رأي هومل[5]. وإن كان "فلبي" عاد مرة أخرى فحدد له الفترة التي حددها "هومل"[6]- ولعل من الغريب أن يتجاهل "فلبي" "حسان يهأمن" ابن "أب كرب أسعد"- رغم أنه ذكر في نص "فلبي 227" ونعت بأنه "ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنات وأعرابها في الجبال وفي التهائم"[7]. [1] جواد علي 2/ 576-577، وكذا LE MUSEON, 1964, 3-4, P.423, 493 [2] ابن الأثير 1/ 418-420، صبح الأعشي 5/ 23. [3] ابن كثير 2/ 167، أخبار الزمان ص124-126، ياقوت 5/ 442-447، البكري 2/ 407، المعارف ص274-275، مروج الذهب 2/ 111-119، تاريخ ابن خلدون 2/ 24-25، المقدسي 3/ 178، ملوك حمير وأقيال اليمن ص142-143. [4] J.B. PHILBY, OP. CIT., P.143 [5] جواد علي 2/ 577، وكذا HANDBUCH, P.104 [6] LE MUSEON, 1961, 1-2, P.174. وكذا J.B. PHILBY, ARABIAN HIGHLANDS, P.460 [7] جواد علي 2/ 578.
اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران الجزء : 1 صفحة : 325