اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران الجزء : 1 صفحة : 320
بالذات، وأما نص التوراة الذي تحدث عن البشارة بمبعث نبي من العرب، فهو "أقيم لهم نبيًّا من وسط إخوتهم مثلك، وأجعل كلامي في فمه، فيكلمهم بكل ما أوصيه به، ويكون أن الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي، أنا أطالبه"[1].
ثم أليس من المضحك المبكي، أن يكون اليهود أشد حرصًا على الحفاظ على الكعبة، وأكثر توقيرًا لها، من العرب أنفسهم، بل ألا يتأنى هؤلاء الرواة حين يجعلون من اليهود بالذات، هداة ملوك العرب إلى مكانة الكعبة المشرفة بالذات كذلك، وأن يصرحوا -كما يزعم هؤلاء الرواة- أن الله لم يتخذ له بيتًا في الأرض غيرها، فإذا كان ذلك كذلك، فلم لم يحج اليهود إليها، كما كان يفعل العرب؟ ثم ما هو موقف اليهود بالنسبة إلى هيكلهم المشهور بهيكل سليمان[2]، والذي يزعمون له ما يزعمون من قداسة، ما بعدها قداسة؟.
ثم من أين عرف "تبع" هذا، أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سوف يسمى "أحمدا" كما جاء في الشعر المنسوب إليه؟ بل إنه يسميه كذلك "المصطفى"[3]، على أن رواية ثالثة تسميه "محمدا"[4]، ومبلغ علمي أن ذلك لم يرد في نص من النصوص العربية -التي سبقت عصر الرجل أو عاصرته- وإنما جاء ذلك في الإنجيل، كما قال سبحانه وتعالى في القرآن الكريم -على لسان المسيح عليه السلام: {يَا بَنِي إِسْرائيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} [5]. [1] انظر: سفر التثنية 18: 15-19، سفر أشعياء 42: 1-13، إبراهيم خليل أحمد: محمد في التوراة والإنجيل والقرآن "مكتبة الوعي العربي، القاهرة 1964" محمد رضا: محمد رسول الله، بيروت 1975 ص45 وما بعدها، عماد الدين خليل: دراسة في السيرة، جامعة الموصل، بيروت 1974 ص319 وما بعدها. [2] انظر عن: هيكل سليمان: كتابنا إسرائيل ص464-371. [3] ملوك حمير وأقيال اليمن ص122، قارن: وصايا الملوك ليحيى الوشاه ص30. [4] السمهودي: وفاء الوفا 1/ 133. [5] سورة الصف: آية6، وانظر: تفسير الطبري 28/ 87، تفسير الطبرسي 28/ 60-62، تفسير الكشاف 4/ 98-99، تفسير البيضاوي 2/ 473-474، تفسير روح المعاني 28/ 85-87، تفسير ابن كثير 6/ 646-648، "دار الأندلس"، تفسير القرطبي 18/ 83-8، تفسير أبي السعود 5/ 161، تفسير الجلالين "نسخة على هامش البيضاوي 2/ 473-474، الدر المنثور في التفسير بالمأثور 6/ 213-214.
اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران الجزء : 1 صفحة : 320